ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 12 - 09, 04:43 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن: الأمر يسير، والمسألة صارت لفظية .. أجبني عن هذا السؤال:
أنا ولدت من والدين مسلمين، فما هو أول واجب علي عقب بلوغي سن التكليف؟.
إن قلت: النطق بالشهادتين، خالفت الإجماع.
وإن قلت: الوضوء أو الصلاة أو غير ذلك مما سوى التوحيد، كنت متفقاً معي على الغلط في عبارة: " أول واجب على المكلف (أيا كان) هو التوحيد ".
وإذا كان كذلك، لم يبق إلا أن أول واجب يختلف باختلاف المكلفين، وحديث معاذ في حالة معينة وهي حالة الكافر، ولا يصح الاستدلال به في غير محله.
فإن قلت: أول واجب على المكلف هو التوحيد، لكن هذا لأنه أتى به قبل البلوغ وجب عليه غيره، قلت: قبل البلوغ لم يكن مكلفاً، ونحن نتكلم عن أول واجب على المكلف (البالغ)، لا على العبد مكلفاً كان أو غير مكلف.
فإن قلتَ: أول واجب على العبد (لا على المكلف) هو التوحيد، لم يكن في هذا إشكال، وكل كلام العلماء الذين نقلت كلامهم في هذا المعنى ولم أجد أحداً قال: أول واجب على المكلف هو التوحيد.
وقد وهمتُ أنا حينما غلَّطتُ السفاريني والحكمي في إطلاقهما، بل إطلاقهما صواب، لأنهما لم يقولا: أول واجب على المكلف هو التوحيد وإنما قالا: على العبيد.
فالحاصل أن عبارة: أول واجب على المكلف هو التوحيد. غلط.
وعبارة: أول واجب على العباد أو على العبد هو التوحيد صحيحة، وعليها نص العلماء الذين نقلتَ عنهم.
فهل تتفق معي في هذا؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 06:33 م]ـ
أولاً: عند القول بأن أول واجب على المكلف هو شهادة ألا إله إلا الله أو التوحيد لا يوجد اختلاف، لأن المراد بها ليس نطقًا فقط بل عملاً واعتقادًا.
ثانيًا: قول من يقول بأن أول واجب على المكلف هو التوحيد صحيح من ناحية وجوب وجوده عند التكليف ولو كان قد حصل قبل التكليف لأننا إذا أطلقنا التكليف أردنا به جميع مراد الشرع وأول ذلك هو التوحيد، وهو أمر حاصل. ولا ننظر بذلك إلى الفعل الذي فعله عند التكليف فقط.
بمعنى: الولد المسلم الذي بلغ؛ وُجد عنده التوحيد والنطق بالشهادتين فهذا هو الواجب الأول عليه عند هذا السن وجوده، وعليه يكون الوجوب هنا ليس محصورًا على الفعل.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 06:50 م]ـ
سؤال:
كلام ابن تيمية أن معرفة الله أمر فطري, وندرة خلاف ذلك.
فإذا وُجد هذا الإنسان الذي ينكر وجود الله عز وجل - وقد كثروا في هذه الأزمان لانتكاس الفطر - هل يظل أول واجب عليه التوحيد أم المعرفة؟
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 11:30 م]ـ
أعتقد والله أعلم من النظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن يفرق بين حال الشخص المكلف
الأول
فمثلاً نجده يقول في درء التعارض (6،7/ 8)
"" والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدع أحداً من الخلق إلى النظر ابتداء، ولا إلى مجرد إثبات الصانع، بل أول ما دعاهم إليه الشهادتان وبذلم أمر أصحابه، كما قال في الحديث المتفق على صحته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن: أنك تأتي قوماً أهل كتاب ....... ""
والشاهد من الكلام قول شيخ الإسلام ((دعاهم إلى الشهادتان)) ومن المعلوم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يدعو قوماً كفار
ثانيا
إستدلال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بإجماع المسلمين فيقول
"" فإن أئمة الدين وعلماء المسلمين مجمعون على ماعلم بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن كل كافر فإنه يدعى إلى الشهادتين سواء كان معطلا أو مشركاً أو كتابيا، وبذلك يصير الكافر مسلما ,ولا يصير مسلما بدون ذلك "" درء التعارض (7/ 8)
ويستشهد بكلام ابن المنذر في نقله للإجماع على ذلك
والشاهد قول شيخ الإسلام ((أن كل كافر فإنه يدعى إلى الشهادتين)) نرى أنه خصص الكافر فقط بالذكر
ويوضح ذلك الكلام الذي نقله الأخ الكريم محمد براء حفظه الله
والجواب الصحيح عن هذا السؤال هو ما بينه شيخ الإسلام في العقل والنقل (8/ 16 - 17) بقوله: " وأول الواجبات الشرعية يختلف باختلاف أحوال الناس فقد يجب على هذا ابتداء ما لا يجب على هذا ابتداء، فيخاطب الكافر عند بلوغه بالشهادتين، وذلك أول الواجبات الشرعية التي يؤمر بها.
وأما المسلم فيخاطب بالطهارة إذا لم يكن متطهراً، وبالصلاة وغير ذلك من الواجبات الشرعية التي لم يفعلها.
وفي الجملة: فينبغي أن يعلم أن ترتيب الواجبات في الشرع واحداً بعد واحد ليس هو أمراً يستوي فيه جميع الناس، بل هم متنوعون في ذلك، فكما أنه قد يجب على هذا ما لا يجب على هذا فكذلك قد يؤمر هذا ابتداء بما لا يؤمر به هذا، فكما إن الزكاة يؤمر بها بعض الناس دون بعض وكلهم يؤمر بالصلاة، فهم مختلفون فيما يؤمرون به ابتداء من واجبات الصلاة فمن كان يحسن الوضوء وقراءة الفاتحة ونحو ذلك من واجباتها أمر بفعل ذلك، ومن لم يحسن ذلك أمر بتعلمه ابتداء ولا يكون أول ما يؤمر به هذا من أمور الصلاة هو أول ما يؤمر به هذا ".
وجوابا على سؤال الأخ أبو الوليد السلفي حفظه الله
فإذا وُجد هذا الإنسان الذي ينكر وجود الله عز وجل - وقد كثروا في هذه الأزمان لانتكاس الفطر - هل يظل أول واجب عليه التوحيد أم المعرفة؟ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (328/ 16)
((إن الإقرار والإعتراف بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس، وإن كان كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة وهذا قول جمهور الناس، وعليه حذاق النظار، أن المعرفة تحصل بالضرورة تارة وتارة بالنظر))
هذا إيضا يعطي دليل على أن أول واجب على المكلف يختلف بإختلاف حال المكلف والله أعلم
¥