تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

/ صفحة 50 / فلم يكتبها لانه كان وحده (1) وروى ابن عساكران عثمان خطب في الناس يومئذ وعزم على كل رجل عنده شئ من كتاب الله لما جاء به فكان الرجل يجئ بالورقة والاديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة ثم دعاهم رجلا رجلا فناشدهم اسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو املاه عليك فيقول نعم فلما فرغ من ذلك عثمان قال من اكتب الناس (2) قالوا كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم * (هامش) * (1) آية الرجم هي " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة " وقد كانت مكتوبة فنسخت تلاوتها وبقى حكمها معمولا بها - عن ابن عباس حدثنى عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول ألا وان ناسا يقولون ما الرجم في كتاب الله وانما فيه الجلد وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولو لا ان يقول قائل أو يتكلم متكلم ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس مثه لاثبتها كما نزلت - رواه الامام احمد والنسائي - وقد ذكر الشوكاني في كتابه نيل الاوطار في اوائل كتاب الحدود شيئا كثيرا عن آية الرجم وحكمه فراجعه (2) أي في معرفة فواعد الكتابة وحسن الخط - وترجمة زيد تفدمت وكان يكتب السريانية ايضا فقد قال أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اتعلم السريانية قال انى لا آمن يهود على كتابي فما مر بى نصف شهر حتى تعلمت وحذقت فيه فكنت أكتب له صلى الله عليه وسلم واقرأ له كتبهم، وفي رواية تعلمتها في سبعة عشر يوما - وذكروا انه تعلم العبرانية ايضا في خمسة عشر يوما ولا يخفى ان

ص 50:

الانسان يحتاج لبضعة اعوام لتعلم اي لغة قراءة وكتابة وكون زيد يتعلم السريانية في نصف شهر لا شك ان ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم فانه لما احتاج إلى من يكتب له السريانية وامر زيدا بتعلمها طوى الله له مرحلة التعليم التى تحتاج لبضع سنين إلى نصف شهر (*) / صفحة 51 / زيد بن ثابت قال فأى الناس أعرب (1) قالوا سعيد بن العاص قال فليمل سعيد وليكتب زيد اه‍ - وفي الرواية السابقة ان عثمان احضر معهما عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقد تقدمت ترجمتهم فرواية ابن عساكر هذه تقتضي ان عثمان استأنف في جمعه أخذ القرآن من الناس وبعد أن استوثق بصحة ما اتوه به من الآيات القرآنية أمر زيدا ومن معه بكتابته ونسخه، ورواية البخاري المتقدمة في الفصل الاول تدل على ان عثمان انما نسخ مصحفه عن صحف أبى بكر التى اخذها من حفصة وقد علمت ان جمعه وجمع أبى بكر متفقان غير أن جمع عثمان كان بحرف واحد وهو لغة قريش وجمع أبى بكر كان بجميع الاحرف السبعة فعلى رواية ابن عساكر يمكن ان نقول ان عثمان فعل ذلك للوقوف على ما عند الناس من القراءات، أو لانه عزم في نفسه على احراق ما كتبه الناس من القرآن إذا تم نسخ مصحفه - لا انه فعل لشكه في صحة جمع ابى بكر وهو الذى اعتمد في نسخ مصحفه على صحف أبى بكر * (هامش) * (1) أي افصح وقد تقدم في ترجمة سعيد بن العاص انه ممن جمع السخاء والفصاحة (*) / صفحة 52 / ففى هذه الروايات كلها دلالة واضحة على شدة احتياطهم في جمع القرآن الكريم وتثبتهم في كتابته لذلك اجمعت الصحابة كلهم على هذا العمل المبرور وتلقوه بالقبول التام (1) وكان عددهم حينئذ اثنى عشر ألفا تقريبا (2) رضى الله عنهم اجمعين الفصل الثالث (في ضبط وتصحيح المصحف الكريم) قد يتوهم بعض قاصري العقول ان القرآن ربما سقط منه شئ حين نسخهم وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف كما زعم ذلك * (هامش) * (1) ذكروا أن ابن مسعود رضى الله عنه لما حضر مصحف عثمان إلى الكوفة لم يوافق على الرجوع عن قراءته ولا على اعدام مصحفه من غير ان ينكر على عثمان عمله وقال أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة. . الخ وابن مسعود هذا هو احد الاربعة المذكورين في حديث خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبى بن كعب كما في صحيح البخاري. وترجمة ابن مسعود ستأتي في الفصل الخامس في نزول القرآن على سبعة احرف (2) الظاهر انهم كانوا يحصون المسلمين فقد اخرج البخاري في كتاب الوصايا في باب كتابة الامام الناس عن حذيفة رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اكتبوا لى من تلفظ بالاسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل. . الخ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير