تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه الايات أيها الاخوة لسنا بصدد الاستقراء لكل آحاد هذه الصفات في القران ولكن ونحن نقرأ آيات الحج أو آيات الصلاة أو آيات الطلاق أو آيات الاحكام يجب أن نقرأ من القران الحديث عن هذا الانسان وأن نتعرف عليه لأنه سبحان الله ما هناك مخلوق مثل هذا الانسان في خلق الله، الملائكة صحيح أنهم أولياء لله تعالى وأن الله اصطفاهم ... الخ لكن ليس من الملائكة أحد يخرج عن طاعة الله لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، ولذالك ما فيه ملك إمام في الخير وإمام في الشر كلا، البهائم لا يوجد منها ذالك كل المخلوقات لكن هذا الانسان تجد أن الله يجعل جمعا منه في منزلة والجمع الاخر في منزلة وبين ذالك قواما كثيرا من الناس

لاحظ هذا الانسان قال الله تعالى عنه {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} يونس62 بمعنى أن هذا الانسان يرتقي يرتقي يرتقي إلى أن يصل إلى حد أنه يصبح وليا لله جلّ وعلا يقول الله سبحانه وتعالى كما في الحديث القدسي (من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب) مع أنه هو الانسان بيديه ورجليه وبصفاته الكامنة كالظلم والجهل والعجلة والهلع وقلة العزم والنسيان وغيرها

وتجد أن هذا الانسان ينحرف وهو نفسه الانسان وبصفاته الكامنة فينحرف إلى طريق الشمال شيئا فشيئا ويسير إلى أين يصل؟ ليصبح في عداد القران هو أسوأ المخلوقات التي خلقها الله على هذه الأرض يقول الله تعالى {إن شر الدواب} ما قال شر الناس الدواب كل ما يدب على الارض قال {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} الأنفال22 ولاحظ سياق القران يقول الله {الصم} مع أنهم ليسوا صما لكن لأنهم عطلوا هذه الصفة {البكم الذين لا يعقلون} يا سبحان الله كيف هذا الإنسان انتقل مرة فأصبح وليا لله وأشرف مخلوق على الأرض وانتقل فجأة ليصبح شر الدواب على الأرض

هل هؤلاء الذين أصبحوا أولياء الله خلقهم الله بصفة مختلفة؟ أبدا كل الناس خلقهم الله على نظام وقانون واحد وإنما يأتي ما يسمى بعقيدة أهل السنة والجماعة بمسألة لطف الله سبحانه وتعالى وتوفيقه وهدايته وما إلى ذالك أما الصفات الذاتية القولية فهي في الناس في أصلها واحدة وإن كانوا يتفاوتون في مداركها بعض الناس مادة الظلم عنده تبقى إلى آخره لكن أصل هذه الصفات كامنة موجودة بمعنى أن المؤمنين والأولياء آمنوا وصاروا أولياء ليس لأن الله خلقهم وليس في نفوسهم مادة الظلم أو الجهل أو النسيان أو غير ذالك، وليس أن اولائك خلقهم الله وليس في نفوسهم إلا مادة الشر الله خلق الناس وقال عن خلقهم {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} الشمس7 وهي النفس البشرية التي هي محط هذه الصفات قال {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} الشمس8 إذن هذا هو قانون كل نفس بشرية أن فيها فجور وأن فيها تقوى

هذا الفجور أين هو في أبي بكر؟ هذه التقوى أين هي في أبي جهل؟ نقول هذا الحديث القرآني حديث ليس على الشيء القائم حديث عن الصفات الكامنة، هذه صفة كامنة فيه نفسه كما لو استعرضت مثلا صحيفة ووضعتها بهذا الشكل جانب منها اسود وجانب منها أبيض نفسه تلتقط كل ما يناسب هذا البياض فهو يدخل في التقوى وما يناسب هذا السواد فهو يدخل في الفجور فيولد الانسان ونفسه على هذه الصفة يولد الانسان ونفسه قابلة للخير قابلة للشر {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} البلد10 وإلا لو خلق الله الانسان قابل للشر تماما ما أصبح مكلفا لأنه لا يمكن أن يكلف وهو لا يطيق ولو خلقه الله قابلا للخير تماما لصار مثل الملائكة

ولا نفترض أن الكفار قابلون للشر وأن المسلمين عندهم قبول للخير كلا كل إنسان قابل للخير قابل للشر ولذالك ترون كم من الكفار اسلموا وربما كم من المسلمين ارتدوا أو كفروا، هذا القبول للخير والشر لما ينزل للانسان ويبدأ سن التمييز لاحظ من رزق الله أن الله ما يكلف الانسان إلى أن يبلغ سن البلوغ ببلوغ خمسة عشر أو أحد علامات البلوغ المعروفة، طيب في سن التمييز أليس يعقل؟ يعقل في سن التمييز يعقل الانسان لكن من باب الرفق بالانسان وحتى تجتمع قواه ويجتمع تركيزه ويصبح مسؤولا عن قراره ومسؤولا عن تصرفه قبل سن التكليف مهما فعل ما يؤاخذ عند الله سبحانه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير