تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(*)

/ صفحة 53 / بعض المستشرقين من الافرنج وكما زعمت الشيعه ان الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيرا من اياته وسوره وكتموا ما نزل في امامة على رضى الله عنه واستخلافه (1) فنقول. ان الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " وقوله " وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " واى دليل اعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرنا والقرآن هو هو ما مسته ايدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير وهكذا يكون محفوطا إلى ان يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الارض منه آية ويكون هذا في اخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الاخبار (2) فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في امر المصحف وهم الذين ايد الله بهم الاسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت انه قال كنت * (هامش) * (1) راجع تفسير الالوسى في مقدمة الجزء الاول فانه روى كثيرا من اقوال الشيعة قاتلهم الله تعالى، وراجع ايضا تفسير القرطبى فانه ذكر شيئا مما طعن بعضهم في القرآن بالزيادة والنقصان والرد على قائل ذلك (2) قال القرطبى ان رفع القرآن على هذه الكيفية الواردة في الاحاديث انما يكون بعد موت عيسى عليه السلام وهدم الحبشة للكعبة اه‍ (*) / صفحة 54 / اكتب الوحى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملى على فإذا فرغت قال اقرأه فأقرؤه فان كان فيه سقط أقامه. وفي بعض الروايات عن زيد بن ثابت ايضا المتخصص في كتابة القرآن أنه قال - فلما فرغت (أي من نسخ مصحف عثمان) عرضته عرضة فلم اجد فيه هذه الاية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (1) قال فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم اجدها عند احد منهم ثم استعرضت الا نصار أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم حتى وجدتها عند خزيمة (يعنى ابن ثابت) (2) فكتبتها ثم عرضته عرضة اخرى فلم اجد فيه هاتين الآيتين لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه * (هامش)

ص 54:

1 (*) في سورة الاحزاب (2) وترجمة خزيمة كما نلخصها من الاصابة هي. خزيمة بن ثابت بن الفاكة الانصاري الاوسي من السابقين الاولين شهد بدرا وما بعدها وقيل أول مشاهده أحد وكان بكسر أصنام بني خطمة (بفتح المعجمة وسكون المهملة) وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه وجعل شهادته بشهادة رجلين (وقد تقدم سبب ذلك) قتل خزيمة يوم صفين فانه قال انا لا اقتل ابدا حتى يقتل عمار فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل اه‍ وكانت وقعة صفين سنة سبع وثلاثين (*) / صفحة 55 / ما عنتم حريص عليكم. إلى اخر السورة فاستعرضت المهاجرين فلم اجدها عند أحد منهم ثم استعرضت الانصار أسألهم عنها فلم اجدها عند احد منهم حتى وجدتها مع رجل آخر يدعى خزيمة ايضا (1) فأثبتها في آخر براءة ولو تمت ثلاث ايات لجعلتها سورة على حدة ثم عرضته عرضة اخرى فلم أجد فيه شيئا ثم ارسل عثمان إلى حفصة يسألها ان تعطيه الصحيفة وحلف لها ليردنها إليها فأعطته فعرض المصحف عليها فلم يختلف في شئ (2) فردها إليها وطابت نفسه وأمر الناس أن يكتبوا مصاحف (3) فأنت ترى في كلام زيد بن ثابت أنه بعد فراغه من كتابة * (هامش) * (1) جاء في بعض الروايات ان آخر سوره التوبة لقد جاءكم رسول من انفسكم الخ وجد مع خزيمة الانصاري وجاء في بعضها انه وجد مع ابى خزيمة الانصاري وقد تقدم الكلام على هذا في جمع ابى بكر للقرآن في الفصل الاول (2) أي لم يختلف مصحفه مع مصحف ابى بكر في الحرف الذى أخذه منه وهو حرف قريش هذا هو المقصود من كلامه لا أن مصحفه مطابق لمصحف ابى بكر كلمة كلمة فان مصحف ابى بكر مكتوب بجميع الاحرف السبعه كما سبق بيانه ومصحف عثمان كتب على حرف واحد منها (3) هذه الرواية تدل على أن عثمان طلب صحف ابي بكر من حفصة بعد ان تم نسخ مصحفه ليستعرضه عليها، والرواية التى سبقت عند جمع عثمان المصحف تدل على انه طلب الصحف منها عند الشروع في جمع مصحفه لينسخه منها فنأمل (*) / صفحة 56 / المصحف راجعه ثلاث مرات ثم راجعه امير المؤمنين عثمان بنفسه فلما اطمأن قلبه حمل الناس على ان يكتبوا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير