لكن صاحب فكرة الربط بين الفزياء والقرآن هل هو مستعد لمواجهة تبعات منهجه؟
مثلا:
-يلزمه أن نظرية الأوتار أو الأوتار الفائقة قد خرجت من حيز العلم ودخلت حيز الشرع ... لانه يدعي أن القرآن قد أخبر من قرون أن المادة مكونة من نسيج .. والخبر الماخوذ من النص الشرعي شرعي.
معنى هذا أن نظرية الأوتار قد أصبحت حقيقة يقينية ... وهذا لا يقول به أصحابها أنفسهم
أترجم لكم من الويكيبيديا:
نظرية الأوتار الفائقة محاولة لشرح كل الجزئيات والقوي الأساسية في الطبيعة .... إنها معتبرة أفضل النظريات وعدا لشرح الجاذبية الكوانتية وإن كانت تعاني من عيوب نظرية الأوتار:استحالة القيام بأقل اختبار لتمحيصها ..
انظر مادة Théorie des supercordes في الويكيبيديا باللغة الفرنسية.
-يلزمه أيضا أن لا يسمح بأي تكذيب للنظرية ... لأن التكذيب الآن أصبح موجها للقرآن الكريم .. والعلماء الذين تلقفوا عنهم يصرون على أن ما لا يكذب لا يدخل في الخطاب العلمي.
-يلزمه ألا يقبل أي نظرية أخرى تنص عل فرضية مخالفة لفرضية الأوتار ... وهذا تحكم بل تناقض فاحش ... فكيف تأخذ وتدع. فالغربيون قالوا من زمن:الذرة لا تنقسم هي أول مكون للمادة. ثم قالوا:بل تنقسم وهي مكونة من حبيبات ... نيوترنات والكترونات وهي أول مكون للمادة ... وهم الآن يقولون الحبيببة هي نسج وأوتار .. فالخيط هو أول مكون للمادة ... فماذا عساهم يقولون غدا .... ؟ ولماذا نجوز لأنفسنا توريط القرآن العظيم في مثل هذا الضباب الذي لا يكاد ينقشع؟
-فإن قال صاحب الإعجاز العلمي: لا بأس من التفسير بالظن ... فالفقهاء يستنبطون أحكاما ظنية والبيانيون يفسرون بالظن فلماذا المنع من التفسير بظن العلم ...
نقول:نعم.ولكن في هذه الحالة نسألكم: فأين الإعجازالعلمي إذن؟!
الإعجاز في الظن هو ظن للإعجاز.
بل ما تقولون في الأديب الفرنسي المعروف جول فيرن الذي عاش في القرن التاسع عشر بالتقويم النصراني والذي تخيل روايات "تنبأ"فيها بالصعود إلى القمر واختراع الغواصات والطائرات ... وأشياء أخرى غريبة "تحققت" بعد موته بعشرات السنين .. فهل هذا إعجاز روائي أم أن هذا الكافر شارك القرآن في الإعجاز العلمي ... !!
وما رأيكم لو نقوم بما يشبه التفسير العلمي ليس للقرآن الكريم ولكن لألف ليلة وليلة!!
أليس بساط الريح هو الطائرة الحديبثة؟
وقمقم النحاس الذي يخرج منه الدخان وفيه العفريت أليس هو القنبلة النووية؟
والتماثيل من النحاس على الأسوار تصرخ عند رؤية مقتحم أجنبي اليست هي المعادل العلمي لوسائل الإنذار الألكترونية؟
وغيرها كثير.
-يتبع-
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:31 م]ـ
استدراك:
الشكل الأول ... مع المرفق أسفله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:43 ص]ـ
العلم نظريات وعلينا -كما على أصحاب التفسير العلمي-أن نعي هذه الحقيقة وأن نستخلص منها كل النتائج المنطقية، منها:
1 - النظرية هي رؤية خاصة للعالم ...
قال شالمرز:
"يرى كل نموذج العالم مكونا من أشياء مختلفة. فقد كان النموذج الأرسطي يري الكون مقسما إلى عالمين متمايزين، عالم ما فوق القمر، وهو عالم لا يعتريه الفساد ولا يصيبه التغير، وعالم الأرض أو عالم ما تحت فلك القمر، وهو عالم التغير والفساد. وكانت النماذج اللاحقة، بعد نموذج أرسطو، ترى الكون مؤلفا من نفس الأنواع من الجواهر المادية. وكانت الكيمياء قبل لافوازييه،تعلن أن العالم يحتوي على مادة الفلوجيستيق تنتج عن احتراق المادة. وقد أنكر النموذج الجديد الذي أتى به لافوازييه وجود الفلوجيستيق، وأكد على عكس ذلك أن غاز الاكسيجين موجود فعلا، ويقوم بدور مخالف تماما، في عملية الاحتراق، وكانت النظرية الكهرطيسية لماكسويل تتضمن فكرة وجود أثير يملأ الفضاء الكوني كله، وهي الفكرة التي ألغاها اينشتين عندما قام بإعادة صياغة جذرية لهذه النظرية ..... "
فالعلم إذن ليس حقائق جزئية متفرقة وإنما هو نموذج كلي له تماسك منطقي ومسلمات وبرنامج بحث ...
أريد هنا أن أطرح سؤالا مشكلا في موضوع تفسير القرآن بالعلم:
-كيف يمكن عزل و انتقاء جزئية من نموذج علمي معين ثم يفسر بها القرآن مع أن ذلك النموذج الكلي معارض للقرآن؟
مثلا:
قد يتحدث عالم غربي عن نوع من النجوم هي ثقوب سوداء تبلع المادة المحيطة بها ...
¥