تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما التفريق بين اللفظ والمعنى فهو كلام باطل , والرد عليه من كلام السلف كثير , وفي مظانه.

قال ابن قدامة: الحق أن كلام الله هو هذا الذي نقرؤه بألفاظه ومعانيه .. وأقام المؤلف الحجج على أن ما في النفس إن لم يتكلم به لا يسمى كلاماً، كقوله في قصة زكريا: {قال آيتك أن لا تكلم الناس} مع أنه أشار إليهم كما قال: {فأوحى إليهم أن سبحوا}، فلم يكن ذلك المعنى القائم بنفسه الذي عبر عنه بالإشارة كلاماً ... واتفق أهل اللسان على أن الكلام: اسم وفعل وحرف, وأجمع الفقهاء على أن من حلف لا يتكلم لا يحنث بحديث النفس, وإنما يحنث بالكلام ثم قال الشنقيطي: وإذا أطلق الكلام في بعض الأحيان على ما في النفس فلا بد أن يقيد بما يدل على ذلك كقوله تعالى: {ويقولون في أنفسهم}، فلو لم يقيد بقوله في أنفسهم لانصرف إلى الكلام باللسان. "مذكرة أصول الفقه" للشنقيطي (ص188).

المسألة الثالثة عشرة: نقدهم في مسائل مختلفة

قال ابن رشد: فأولت المعتزلة آيات كثيرة وأحاديث كثيرة وصرحوا بتأويلهم للجمهور وكذلك فعلت الأشعرية وإن كانت أقل تأويلا فأوقعوا الناس من قبل ذلك في شنآن وتباغض وحروب ومزقوا الشرع وفرقوا الناس كل التفريق.

وزائدا إلى هذا كله أن طرقهم التي سلكوها في إثبات تأويلاتهم ليسوا فيها لا مع الجمهور ولا مع الخواص أما مع الجمهور فلكونها أغمض من الطرق المشتركة للأكثر وأما مع الخواص فلكونها إذا تؤملت وجدت ناقصة عن شرائط البرهان وذلك يقف عليه بأدنى تأمل من عرف شرائط البرهان.

بل كثير من الأصول التي بنت عليها الأشعرية معارفها سوفسطائية فإنها تجحد كثيرا من الضروريات مثل ثبوت الأعراض وتأثير الأشياء بعضها في بعض ووجود الأسباب الضرورية للمسببات والصور الجوهرية والوسائط ولقد بلغ تعدي نظارهم في هذا المعنى على المسلمين أن فرقة الأشعرية كفرت من ليس يعرف وجود الباري سبحانه بالطرق التي وضعوها لمعرفته في كتبهم .. .

فصل المقال (63 - 64)

المسألة الرابعة عشرة: نقدهم في تقسيم الصفات

قال ابن رشد: ومن البدع التي حدثت في هذا الباب: السؤال عن هذه الصفات, هل هي الذات؟ أم زائدة على الذات؟ أي هي صفة نفسية, أو صفة معنوية؟ وأعني بالنفسية التي توصف بها الذات لنفسها لا لقيام معنى فيها زائد على الذات, مثل قولنا قولنا واحد وقديم, والمعنوية التي توصف بها الذات لمعنى قائم فيها.

الكشف عن مناهج الأدلة (55)

المسألة الخامسة عشرة: نقدهم في مسألة في الصفات

قال ابن رشد: فإن الأشعرية يقولون: إن هذه الصفات هي صفات معنوية, وهي صفات زائدة على الذات, فيقولون: إنه عالم بعلم زائد على ذاته, وحي بحياة زائدة على ذاته, كالحال في الشاهد. ويلزمهم على هذا أن يكون الخالق جسماً, لأنه يكون هنالك صفة وموصوف, وحامل ومحمول, وهذه هي حال الجسم.

وذلك أن الذات, لا بد أن يقولو إنها قائمة بذاتها, والصفات قائمة بها. أو يقولو: إن كل واحد منها قائم بنفسه: فالآلهة كثيرة. وهذا قول النصارى الذي زعموا أن الأقانيم ثلاثة: أقانيم الوجود والحياة والعلم. وقد قال تعالى في هذا: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} [المائدة:73].

وإن قالوا: أحدهما قائم بذاته والآخر قائم بالقائم بذاته, فقد أوجبوا أن يكون جوهراً وعرضاً, لأن الجوهر هو القائم بذاته والعرض هو القائم بغيره. والمؤلف من جوهر وعرض جسم ضرورة.

الكشف عن مناهج الأدلة (55)

قال شيخ الإسلام: وذلك أن الذات المجردة عن الصفة لا توجد إلا في الذهن؛ فالذهن يقدر ذاتا مجردة عن الصفة ويقدر وجودا مطلقا لا يتعين , وأما الموجودات فى أنفسها فلا يمكن فيها وجود ذات مجردة عن كل صفة ولا وجود مطلق لا يتعين ولا يتخصص.

وإذا قال من قال من أهل الإثبات للصفات أنا أثبت صفات الله زائدة على ذاته فحقيقة ذلك أنا نثبتها زائدة على ما أثبتها النفاة من الذات؛ فإن النفاة اعتقدوا ثبوت ذات مجردة عن الصفات فقال أهل الإثبات نحن نقول بإثبات صفات زائدة على ما أثبته هؤلاء.

وأما الذات نفسها الموجودة فتلك لا يتصور أن تتحقق بلا صفة أصلا بل هذا بمنزلة من قال اثبت إنسانا لا حيوانا ولا ناطقا ولا قائما بنفسه ولا بغيره ولا له قدرة ولا حياة ولا حركة ولا سكون أو نحو ذلك أو قال أثبت نخلة ليس لها ساق ولا جذع ولا ليف ولا غير ذلك فان هذا يثبت ما لا حقيقة له فى الخارج ولا يعقل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير