تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الاحتفال بعيد النصارى]

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[27 - 12 - 09, 12:04 ص]ـ

الحمد لله و الصلاة على رسول الله

[الاحتفال بعيد النصارى]

ـ مقدمة ـ

الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا و أتم علينا نعمته و رضي لنا الإسلام دينا و أمرنا أن نستهديه صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم اليهود و لا الضالين النصارى

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالدين القويم و الملة الحنيفية و جعله على شريعة من الأمر أمره بإتباعها و أمره بأن يقول "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني"صلى الله عليه و على آله و سلم تسليما

أما بعد

فقد سول الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام الاحتفال بأعياد الكفار كعيد رأس السنة الميلادية و صار عادة اشتهرت بين عوام الناس و تناسوا أصله بل صار عند الكثير منهم عيدا يضاهي عيد الله بل قد زاد عليه كاد يفضي إلى موت الإسلام و حياة الكفر فهم أحدثوا فيه من الهدايا و الأفراح و الحفلات الليلية الممتلئة بالاختلاط و الغناء و غيرها من أنواع المحرمات من الزنا و اللواط و شرب الخمور و أنواع المخدرات و ينفقون فيها من الأموال ما لا ينفقونه في أعياد الله و يشترون أنواع من الحلويات التي يتشبهون فيها بالكفار و غير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين أو أعظم ؤكل ذلك بدعا أحدثوها خالفوا بها الشريعة التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه و سلم و إنما عددت أشياء من منكرات دينهم لما رأيت طوائف من المسلمين قد ابتلي يبعضها ,وجهل كثير منهم أنها من دين النصارى الملعون هو وأهله ,ولو فرض أن الناس لا يترك احد منهم هذه المشابهة المنكرة لكان في العلم بها معرفة القبيح ,و الإيمان بذلك ,فان نفس العلم و الإيمان بما كرهه الله خير و إن لم يعمل به ,بل فائدة العلم و الإيمان أعظم من فائدة مجرد العمل الذي لم يقترن به علم فان الإنسان إذا عرف المعروف و أنكر المنكر كان خيرا من أن يكون ميت القلب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا

ألا ترى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ,فان لم يستطع فبلسانه, فان لم يستطع فبقلبه و ذلك اضعف الإيمان " رواه مسلم و في لفظ:"ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"

و إنكار القلب:هو الإيمان بأن هذا منكر و كراهته لذلك.فإذا حصل هذا كان في القلب إيمان و إذا فقد من القلب معرفة هذا المعروف و إنكار هذا المنكر ارتفع هذا الإيمان من القلب

و أيضا فقد يستغفر الرجل من الذنب مع إصراره عليه أو يأتي بحسنات تمحوه أو تمحو بعضه و قد يقلل منه وقد تضعف همته في طلبه إذا علم انه منكر

ثم لو فرض أن علمنا أن الناس لا يتركون المنكر و لا يعترفون بأنه منكر لم يكن ذلك مانعا من إبلاغ الرسالة و بيان العلم بل ذلك لا يسقط وجوب الإبلاغ

و قد روى مسلم في صحيحه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لله ما في السموات و ما في الأرض و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله "اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم بركوا على الركب فقالوا:أي رسول الله صلى الله عليه و سلم كلفنا ما نطيق:الصلاة و الصيام و الجهاد و الصدقة و قد نزلت عليك هذه الآية و لا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا و عصينا؟ بل قولوا:سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير "فلما اقترأها القوم و ذلت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في إثرها "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير "فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله:"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "قال نعم "ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا "قال نعم "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به "قال نعم "و اعف عنا واغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير