تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

§ العقيدة الطحاويّة: هي متن أو كتاب مختصر في العقيدة كتبه الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي. و الأزدي نسبة إلى الأزد من قبائل العرب من قحطان و الطجاوي نسبة إلى "طحا" قرية في صعيد مصر. ولد سنة 239 هـ و توفي 321 هـ. قال عنه الحافظ ابن كثير: " الفقيه الحنفي صاحب التصانيف المفيدة و الفوائد الغزيرة و هو أحد الثقات الأثبات و الحفاظ الجهابذة ". و من هذه المصنفات رسالة مختصرة في العقيدة و قد نسبت هذه الرسالة إلى مؤلفها فقيل: العقيدة الطحاويّة. و هذه الرسالة تحرّى فيها مؤلّفها ذكر مذهب أهل السنّة و الجماعة كما قال في مطلعها:"هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنّة و الجماعة على مذهب فقهاء الملّة .. ". و قد تضمّنت بالفعل أكثر مسائل الاعتقاد و أهمها و إن خلت من ذكر مسائل توحيد الإلهيّة و مباحث الشرك و هو من أهم مباحث العقيدة و كذلك مسألة البدعة و أحكامها و حجيّة أخبار الآحاد في العقيدة و غير ذلك من المسائل و مع ذلك فهي بحق من أجمع ما كتب في هذا الباب. و لا تخلو الرسالة من بعض الملاحظات و التي لم يوفق فيها المؤلف إلى إصابة الحق في تقريرها و هي قليلة –و لله الحمد- في بعض مسائل الإيمان و إطلاق بعض الاصطلاحات المحدثة في حق الله نفياً أو إثباتاً، و على كل حال فالرسالة نافعة و قد جعل الله لها قبولاً عند العلماء و شرحها عدد كبير من الشرّاح أو علّق عليها و أحسن هذه الشروح و أوسعها انتشاراً شرح الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله. و قد شرحها عدد من علماء الكلام شرحاً على خلاف مذهب أهل السنّة فليحذر من هذا!

و المراد أن العقيدة الطحاوية رسالة تضمّنت ذكر عقيدة أهل السنّة و الجماعة في أبواب الصفات و القدر و الإيمان و الغيبيّات من الملائكة و حياة البرزخ و علامات الساعة و اليوم الآخر و الشفاعة و الرؤية و العرش و الجنّة و النار و مباحث الإمامة و الجماعة و لزوم السنة و ذم الكلام و أهله و غير ذلك من مباحث مهمة و نافعة جزى الله خيراً كاتبها و شارحها و دارسها.

فهذا ما يتعلّق بالعقيدة الطحاوية و بيانها.

§ أمّا الأشعريّة فهي فرقة من الفرق التي ظهرت في أواخر القرن الثالث الهجري و قد ظهرت في مقابل المعتزلة الذين شاع سوطهم في هذه الفترة و في حقيقة الأمر لقد كان ظهورهم في مقابل المعتزلة من باب ردِّ البدعة بالبدعة، و لعل من أهم أسباب انتشار مذهبهم هو كونه ظهر كمذهب يعارض مذهب المعتزلة مما غرّ به كثير من الناس بل و المنتسبين للعلم. و الحديث عن مذهب الأشاعرة طويل و لكن أشير إلى ثلاثة مسائل فقط:

1. أسماء هذه الفرقة و نسبتهم:

هذه الفرقة اشتهرت باسم الأشاعرة نسبة إلى الإمام أبي الحسن الأشعري علي بن إسماعيل (250 - 330 هـ) و لقد كان إماماّ فذّاً واسع الاطلاع و المعرفة متعدد الفنون و لهذا ادعت المالكية انه مالكي و الشافعية أنه شافعي و الحنفية أنه حنفي! و لقد كان في أول أمره على مذهب المعتزلة و لكنه رجع عنه و انتسب إلى مذهب ابن كلاّب (عبد الله بن سعيد) و عقيدته هي مزيج من عقائد المعتزلة و أهل السنّة و لذا قال عنه الذهبي:" صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة و ربما وافقهم "! و لكن الأمر لم يستقر بأبي الحسن الأشعري عند هذه المرحلة بل عقبتها مرحلة ثالثة في حياته و هي رجوعه إلى مذهب الإمام أحمد و دلّ على هذا ما تراه جليّا في كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" و ترى مذهب أهل السنة جلياً أيضاً في رسالته "رسالة إلى أهل الثغر". و عند هذه الحقيقة يتبين أن انتساب هذه الفرقة إلى الأشعري انتساب باطل غير مقبول لنهم ينتسبون إلى المرحلة الثانية من حياته و لا يتابعون ما قرره في آخر حياته من مذهب السلف الصالح فانتسابهم إليه كنسبته إلى الاعتزال كلتاهما مرحلتان من حياته رجع عنها، و مما يجب التنبيه عليه أن مذهب الأشعرية مرّ بمراحل كغيره من المذاهب و الفرق كان آخرها ما قرره الرازي و غيره من علماء الكلام و هو مذهب أقرب إلى مذهب المعتزلة و ليس حتى على طريقة ابن كلاب و الأشعري في المرحلة الثانية من حياته فمتأخري الأشاعرة من الغزالي و الرازي و أبو منصور البغدادي و الجويني و الآمدي فضلاً عن التفتزاني و غيرهم فهم ينكرون الصفات الخبرية و علو الله على خلقه بخلاف متقدّمي الأشاعرة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير