تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَ يَهُودَ وَقَالَ «إِنِّى وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِى». فَتَعَلَّمْتُهُ فَلَمْ يَمُرَّ بِى إِلاَّ نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ [علمتُه وأتقنتُه] فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ. [رواه أبو داود وغيره، وهذا الحديث الصحيح بديل عن الموضوع السائد على الألسنة " من تعلم لغة قوم أمن مكرهم "]

- وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغِيلة [وطء المرضع] تضعف ولدها وتضره، فأخبرته فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم فأخذها صلى الله عليه وسلم منهم، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.

- وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق مع أنه كافر.

- وعن أنس قال: لما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يكتب إلى الروم قيل له: إنهم لم يقرؤوا كتابا إذا لم يكن مختوما فاتخذ خاتما من فضة ونقشه: محمد رسول الله قال أنس: فكأنما أنظر إلى بياضه بيده.

[رواه أبو يعلى، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح]

والحاصل: أن الانتفاع بالمخترعات الحديثة التي لا تنافي مقاصد الشريعة، لا دخل له في التشبه المذموم.

قال أمير البيان شكيب أرسلان فى كتابه [لماذا تأخر المسلمون؟]: أضاع الإسلام جاحد وجامد. أما الجاحد فهو الذي يأبي إلا أن يفرنج المسلمين، ويخرجهم عن ذاتيتهم ومقوماتهم، ويحملهم على التنكر لماضيهم، وأما الجامد فهو الذي يضع السدود المنيعة في وجه الرقي الحضاري الذي يقوي شوكة المسلمين، ولا يمس عقيدتهم، ولا شريعتهم، والله وحده المستعان.


* الاحتفال أو المشاركة بأعياد الكفار تشبه بهم *

يتخذ الغزو الفكري والعولمةالثقافية أشكالاً عديدة وألواناً مختلفة، لعل أخطرها ذلك الذي يتصل بالجانب العقدي ويتسلل بنعومة ويتسرب خفية فلا ينتبه الناس إلاّ وقد تورطوا في أعمال مخالفة للشرعمنافية لأخلاقهم وخير نموذج لذلك الغزو، وأصدقتمثيل لتلك الممارسات ما يحدث فيمعظم بلاد المسلمين ليلة رأس السنة.
قال ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. أ هـ
إن الاعتبار في مسألة العيد والمنع من مشابهة الكفارفيها من وجوه:
- الأول: النصوص التي جاءت تحذر من المشاركة في أعيادهم:
1 - قال تعالى في وصف عباد الرحمن (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان:72]
قال ابن سيرين: هو الشعانين (عيد من أعياد النصارى).
وقال مجاهد: أعياد المشركين ونحوه مروي عن الضحاك.
2 - (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ) [الحج:67] والأعياد من جملة المناسك.
قال ابن تيمية: الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع. . . فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره.
3 - وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " مَنْ بَنَى بِبِلاَدِ الأَعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". [رواه البيهقي في السنن الكبرى]
4 - قال عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ [من كبار التابعين] قَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ: " لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ".
- الثاني: الأعياد من خصائص الشرائع:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير