اختلاف العلماء ـ رحمة الله عليهم ـ في عدِّ أصول الفِرق
ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:40 م]ـ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
اختلف العلماء ـ رحمة الله عليهم ـ في عدِّ أصول الفِرق، وطاشت أحلام الخلْق في ذلك.
فمن العلماء من جعل أصول الفِرق عشرة أصناف: الشِّيعة، والخوارج، والمرجئة، والمعتزلة، والجهميَّة، والضراريّة، والحسينية، والبكرية، والكلاّبية، وأصحاب الحديث.
وهذا ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ في مقالاته، انظر: 1/ 65.
ومنهم من عدَّ أصولها ثمانية، وهم: الرَّافضة، والخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، والجهميَّة، والنجَّاريَّة، والكرَّاميّة، والمشبِّهة.
انظر: الفرْق بين الفِرَق ص29، الاعتصام 2/ 718.
ومنهم من جعل كبار الفِرق أربع، وهم: القدريّة، والصفاتيّة، والخوارج، والشِّيعة. انظر: الملل والنِّحل 1/ 11.
وهذه المسألة من المسائل الَّتي لا تكاد تجد فيها ((مصنَّفَيْن منهم متّفقين على منهاج واحد في تعديد الفِرق)) الملل والنِّحل 1/ 9.
وحاصل الأمر في ذلك أَنَّ هؤلاء الَّذين ذكروا هذا التّعداد تكلَّفوا المطابقة للحديث، ونظروا إلى العدد في الحديث، وأنَّهُ مراد.
وبالنَّظر في أصول أهل البدع نجدهم في الأعمِّ الأغلب لا يخرجون عن أصول فِرق أربع وهي: الشّيعة، والخوارج، والقدريَّة، والمرجئة، دون الجهميّة؛ لأنَّهُم خارجون عن فِرق الإسلام كما قال عبد الله بن المبارك وغيره من السَّلف.
انظر: الإبانة لابن بطّة 1/ 377، 379، مجموع الفتاوى 17/ 447، 448، 486، 478، الاعتصام 2/ 270.