تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب – وقال الإمام ابن القيم رحمه الله ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)):" ونظير هذا استشهادهم بقوله تعالى وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا ءاباؤكم قل الله ثم ذرهم حتى رتب على ذلك بعضهم أن الذكر بالاسم المفرد وهو الله الله أفضل من الذكر بالجملة المركبة كقوله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهذا فاسد مبني على فاسد؛ فإن الذكر بالاسم المفرد غير مشروع أصلا ولا مفيد شيئا ولا هو كلام أصلا ولا يدل على مدح ولا تعظيم ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل به الذاكر في عقد الإسلام جملة فلو قال الكافر الله الله من أول عمره إلى آخره لم يصر بذلك مسلما فضلا عن أن يكون من جملة الذكر أو يكون أفضل الأذكار وبالغ بعضهم في ذلك حتى قال الذكر بالاسم المضمر أفضل من الذكر بالأسم الظاهر فالذكر بقوله هو هو بالاسم المضمر أفضل من الذكر بقولهم الله الله.

وكل هذا من أنواع الهوس والخيالات الباطلة المفضية بأهلها إلى أنواع من الضلالات فهذا فساد هذا البناء الهائر وأما فساد المبني عليه فإنهم ظنوا أن قوله تعالى قل الله أي قل هذا الاسم فقل الله الله وهذا من عدم فهم القوم لكتاب الله فإن اسم الله هنا جواب لقوله قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا إلى أن قال قل الله أي قل الله أنزله فإن السؤال معاد في الجواب فيتضمنه فيحذف اختصارا كما يقول من خلق السموات والأرض فيقال الله أي الله خلقهما فيحذف الفعل لدلالة السؤال عليه فهذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره"انتهى

الشُّبْهَةُ الثَّانِيَةُ

قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (المزمل:8) ونحوها من الآيات.

ووجه قوله: أن الله أمر العباد بأن يذكروا اسمه تعالى، وهذا يكون بقولهم: الله، الله ... أي بالاسم المفرد.

جَوَابُهَا

قلت: وهذا غلط من أوجه:

الأول: أن خلاف عل النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن متعبدون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه من الأوامر الإلهية لأن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمجمل القرآن وموضح لمشكله.

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أن ذكر الله باسمه المفرد كما تفعله الصوفية الضالين.

الثاني: أن قوله سبحانه {واذكر اسم ربك} لا يدل على جواز الذكر بالاسم المفرد، لأنه تعالى قال: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} وقد أجمع المسلمون على أنه من ذبح الذبيحة وذكر الله بقوله {الله، الله} أو {بالله}، أجمعوا على أنه لم يقم بالأمر القرآني على وجهه.

قال الإمام الطبري في تفسيره ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)):" ولا خلاف بين الجميع من علماء الأمة، أن قائلا لو قال عند تذكيته بعض بهائم الأنعام "بالله"، ولم يقل "بسم الله"، أنه مخالف - بتركه قِيلَ: "بسم الله" ما سُنَّ له عند التذكية من القول.

وقد عُلم بذلك أنه لم يُرِدْ بقوله "بسم الله" "بالله كما قال الزاعم أن اسمَ الله في قول الله: "بسم الله الرحمن الرحيم" هو الله. لأن ذلك لو كان كما زعم، لوجب أن يكون القائل عند تذكيته ذبيحتَه "بالله"، قائلا ما سُنَّ له من القول على الذبيحة. وفي إجماع الجميع على أنّ قائلَ ذلك تارك ما سُنَّ له من القول على ذبيحته - إذْ لم يقل "بسم الله" - دليلٌ واضح على فساد ما ادَّعى من التأويل في قول القائل: "بسم الله"، أنه مراد به "بالله"، وأن اسم الله هو الله"انتهى

الثالث: أن يقال للمعارض: الصحابة وسلف الأمة قرأوا القرآن وفقهوا في أحكامه أم لا؟ فإن قال: نعم. فيقال: وهل عرفوا وجوب ذكر اسم الله تعالى كما في الآية أم لا؟ فإن قال نعم.

فيقال: وهل امتثلوا الأمر أم لا؟ فإم قال: نعم. فيقال: وهل كان الصحابة وسلف الأمة يذكرون الله بالاسم المفرد؟ فإن قال: نعم. قيل له: أين الروايات الصحاح الدالة على ذلك؟ ولن يجد رواية دالة على ذلك إلا الشبهات التي نكشفها في هذه العجالة.

ولله الحمد والمنة.

الشُّبْهَةُ الثَّالِثَةُ

حديث أنس مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه سولم قال: {لا تقوم الساعة حتى لا يقال: الله الله} ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير