(وأما قول القائل - لايقول ان كلام الله حرف وصوت قائم به ,بل هو معنى قائم بداته , فليس في كلامي هدا ايضا , ولا قلته , بل قول القائل: ان القرأن حرف وصوت قائم به بدعة ,وقوله معنى قائم بذاته بدعه , لم يقل احد من السلف , لا هذا ولا هدا , وانا ليس في كلامي شيء من البدع , بل في كلامي ما اجمع عليه السلف ان القرأن كلام الله غير مخلوق).
فالذي أفهم سابقا أن لله صوتا وأن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه
لأن أحدهم يقول: أن شيخ الإسلام تاب من مذهبه بالقول بأن القرن حرف وصوف ..
فنرجوا التوضيح أثابكم الله
الحمد لله رب العالمين
الخطأ الذي الذي جعل القولين بدعة:
1 - جعل الكلام مجرّد الحرف والصوت أو مجرّد المعنى
2 - جعل ذلك الكلام صفةقديمة قائمة بذاتة لاتتعلق بمشيئتة وإختيارة وإرادتة وقدرتة
يقول شيخ الإسلام
"وظن الموافقون للسلف على أن القرآن كلام الله غير مخلوق, من القائلين: بإن الكلام ليس إلا معنى في النفس, وكثير من القائلين: بإنة ليس إلا الحروف والأصوات أن معنى قول السلف: القرآن كلام الله غيرمخلوق, أنه صفة قديمة قائمة بذاته لايتعلق بمشيئته وإختيارة وإرادتة وقدرتة ... " (التسعينية ص467 ت العجلان ط 1مكتبة المعارف 1420
_توضيح شيخ الإسلام لكلامه السابق ولمحل الإشكال
يقول رحمه الله:
"والذي كان علية السلف الأئمة, وأهل السنة والجماعة, أن القرآن الذي هو كلام الله, هو القرآن الذي يعلم المسلمون أنه القرآن, والقرآن و سائر الكلام له حروف ومعاني, فليس الكلام ولى القرآن إذا أطلق إسما لمجرد الحروف , ولا إسما لمجرد المعاني, بل الكلام إسم للحروف والمعاني جميعا, فنشأ بعد السلف والأئمة ممن هو موافق للسلف -والأئمة على إطلاق القول بإن القرآن كلام الله غيرمخلوق- طائفتان:
طائفة قالت: كلام الله ليس إلا معنى قائم بالنفس وحروف القرآن ليست من كلام الله, ولا تكلم بها, ولا يتكلم الله بحرف ولا صوت ...
فعارض هؤلاء طائفة قالت: إن القرآن هو الحرف والصوت ,أو الحروف والأصوات, وقالو إن حقيقة الكلام هو الحروف والأصوات, ولم يجعلو المعاني داخلة في مسمى الكلام ... " التسعينية (431 - 434) هذا الكلام ضمن الوجة الرابع عشر ص 228
أ- التوضيح الأول لمحل الإشكال
قال شيخ الإسلام:
"وهؤلاء المثبتة الذين وافقو أهل السنة والجماعة, على أن القرآن كلام الله غير مخلوق,
ووافقو المعتزلة على أن الكلام ليس هو إلا مجرد الحروف والأصوات يقولون: إن كلام الله القائم به ليس هو إلا مجرد الحروف والأصوات, وهذا هو الذي بينتة أيضا في جواب المحنة (الجواب المختصر محل الإشكال) , وبينت أن هذا لم يقله أحد من السلف, ولا قالو أيضا أنه: أنه معنى قائم بذاته، بل كلاهما بدعة, وانا ليس في كلامي شيء من البدع.
ثم منهم من يقول:هو مع ذلك قديم غير حادث, لموافقتهم الطائفة الأولى (جماعة المعنى القائم بالنفس) على أن معنى قول السلف: إن القرآن كلام الله غير مخلوق, أنه صفة قديمة قائمة بذاته لايتعلق بمشيتة وإختياره قط.
ومنهم من لايقول ذلك, بل يقول: هو وإن كان مجرد الحروف والأصوات وهو قائم به، فإنه يتعلق بمشيئتة وإختياره ... "التسعينية (465 - 466)
ب- التوضيح الثاني
وقال رحمه الله:
"ولما قالو:ولا تقول: إن كلام الله حرف وصوت قائم بة (هذا من عدم ضبطهم لكلام ابن تيمية وكذلك عدم خبرتهم بأقوال السلف) , بل هو معنى قائم بذاته.
قلت إخبارا عما وقع مني قبل ذلك: ليس في كلامي هذا -أيضا- بل قول القائل: إن القرآن حرف وصوت قائم بة بدعة, وقوله إنه معنى قائم به, لم يقلهأحد من السلف ,لاهذا, ولا هذا, وأنا ليس في كلامي شيءمن البدع, بل في كلامي ماأجمع عليه السلف, أن القرآن كلام الله غير مخلوق, وهذا كلام صحيح, فلم أقل: إن الحروف ليست من كلام الله, وإن المعاني ليست من كلام الله, ولا إن الله تعالى لم يتكلم بالحروف والأصوات ومعاني قائمة في نفسه, ولكن بينت أن من جعل القرآن مجرد حرف وصوت قائم بالله فإنه مبتدع, وقوله يتضمن أن المعاني ليست من القرآن, ولا من كلام الله, ومن جعل القرآن مجرد معنى قائم به مبتدع, وقوله يتضمن أن حروف القرآن ليست من القرآن، ولم يتكلم الله بها, وأن جميع كلام الله ليس إلا معنى واحدًا ... " التسعينية (529)
"فالواجب على المسلم أن يلزم سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنه خلفائه الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار, و الذين إتبعوهم بإحسان, وماتنازعت فيه الأمة وتفرقت فيه إن أمكنه أن يفصل النزاع بالعمل والعدل, وإلا إستمسك بالجمل الثابتة بالنص والإجماع ... " التسعينية (532)
"والصواب الذي عليه سلف الأمة، كالإمام أحمد والبخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد، وغيره، وسائر الأئمة قبلهم وبعدهم , اتباع النصوص الثابتة، وإجماع سلف الأمة وهو أن القرآن جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه، ليس شيء من ذلك كلاما لغيره ولكن أنزله على رسوله , وليس القرآن إسما لمجرد المعنى , ولا لمجرد الحرف, بل لمجموعهما ... وأن الله متكلم بصوت كما جاءت به الأحاديث الصحاح ... وأن الله ليس كمثله شيء, لا في ذاته ولا في صفاته, ولا في أفعاله " التسعينية (542).