تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما اشتملت عليه البسملة من ردود على الملاحدة والمبتدعة]

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:10 ص]ـ

[ما اشتملت عليه البسملة من ردود على الملاحدة والمبتدعة]

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة-1).

في هذه الآية الكريمة ردٌّ على:

1) الجهمية: الذين نفوا الأسماء جميعًا، وهذا من وجهين: الأول: قوله (بسم) فأثبت لنفسه اسمًا. الثاني: قوله (الرحمن الرحيم) فأثبت على التفصيل بعد الإجمال اسمين هما (الرحمن، الرحيم).

2) المعتزلة ومن شايعهم نفاة الصفات: لأنه في إثباته لنفسه اسمي الرحمن والرحيم إثبات لصفة الرحمة، لأن أسماءه أعلام وأوصاف.

3) المشركين: الذين عبدوا غيره، وصرفوا إلى معبوداتهم الباطلة ما هو مستحق له سبحانه من أنواع القرب ونحوها: وذلك مأخوذ من قوله (الله) وهو علم على الذات الإلهية المستحقة للعبادة. فالله أصلها (الإله) بمعنى (المألوه) من (أله) وقيل من غيرها بمعنى (عبد) قرأ ابن عباس (ويذرك وإلاهتك) أي عبادتك، وقال الراجز:

لله در الغانيات المده ... سبحن واسترجعن من تألهي

4) الجبرية: الذين نسبوا إلى الله تعالى الظلم والجور ونزهوه عن الحكمة والعدل فهو عندهم يعذب العباد على ما لم يقترفوه ويأخذهم بما لم يرتكبوه شأن الظالمين الطاغين: وذلك مأخوذ من قوله (الرحمن الرحيم) ورحمته مستلزمة لنفي الجور والظلم، وأنه لا يعذب أحدًا بما لم يفعله.

5) نفاة المحبة من المعتزلة وأضرابهم الذين قالوا إنه لا يحب ولا يحب: وهذا مأخوذ من قوله (الرحيم) فالذي يرحم عباده المؤمنين برحمته الخاصة كما قال المفسرون ويدل عليه قوله تعالى {وكان بالمؤؤمنين رحيمًا} لا شك أنه يحبهم بقدر إيمانهم وبقدر رحمته الخاصة بهم، وهذا مستلزم لإيجاب محبته عليهم.

6) أهل وحدة الوجود الذين جعلوا الخالق عين المخلوق ولم يفرقوا في الأعيان بين رب ومربوب: وهذا مأخوذ من قوله (الرحمن الرحيم) أي الذي له كمال الرحمة السابغة على خلقه، وهو في ذلك مباين لسائر خلقه لأن كل متصف بالرحمة من الخلق لم يحقق كمال الصفة فلذا يباين في اتصافه بها اتصاف الرب جل جلاله بها. وهذه المباينة صارخة بنقض قول أصحاب وحدة الوجود عليهم لعائن الله تترى.

7) الدهرية والطبائعيين: الذين قالوا إنه ليس ثمة خالق للكون، أو أن الطبيعة خالق لما فيها من الأحياء والجمادات وهي الرازقة لهم القائمة عليهم: وهذا مأخوذ من قوله (الرحمن الرحيم) لأن في هذين الاسمين من معاني القيومية ما فيهما، وكذلك من قوله (الله) أي المستحق للعبادة لأنه الخالق الرازق المقدر ... إلخ.

8) اليهود والنصارى وأشياعهم: فالنصارى جعلوه ثالث ثلاثة، واليهود جعلوه ثاني اثنين فقالوا {عزير ابن الله}: وهذا مأخوذ من قوله تعالى (الله الرحمن الرحيم) فوصفه وصف المفرد فلم يقل (الله الرحماء الثلاثة) فلما أسند الاسم الواصف إلى المفرد علم أن الموصوف واحد وهو الله تبارك اسمه وجل ذكره سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السموات والأرض.

9) القدرية الذين يقولون إن العبد خالق أفعال نفسه فلا يستعينون بخالقهم في فعل ولا يلجئون إليه لتحقيق أمر: وهذا مأخوذ من قوله تعالى (بسم) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:" وأما البسملة فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غير ذلك (بسم الله) لا بحولي ولا بقوتي , بل أفعل هذا الأمر مستعينا بالله , ومتبركا باسمه تبارك وتعالى , هذا في كل أمر تسمى في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا , فإذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينًا به، متبرئًا من الحول والقوة كان هذا أكبر الأسباب في حضور القلب، وطرد الموانع من كل خير"انتهى

===المراجع=====

1) تفسير الطبري.

2) تفسير ابن كثير.

3) تفسير السعدي.

4) تفسير الفاتحة للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

5) مدارج السالكين.

وغيرها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير