عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبا عمر الطائفي الغيب غيبان مطلق ونسبي
والذي يخبرك به هذا الساحر إنما هو من الغيب النسبي الذي يستطيع أن يعرفه من خلال الجن الذين يستخدمهم أو من خلال قرينك الذي معك، وهذا الغيب هو ما يغيب عن البعض ويستطيع السحرة وغيرهم أن يتعرفوا عليه بالطريقة التي أخبرتك، لكن الجن لا يقدمون لهم أي شيء من هذه الخدمات حتى يقربوا لهم القرابين ويشركوا بالله تعالى، وهذا لا يكفر صاحبه لمجرد معرفته به، بل لأنه لا يتمكن من معرفته إلا بالكفر بالله تعالى وتقريب النذور وغيرها للجن، حتى المسلمين منهم لا يخدمونه حتى يقرب لهم، كما ذكر الشيخ حامد آدم السوداني الذي كان قطبا من أقطاب الصوفية وساحرا من أكبر سحرتهم لمدة سبع عشرة سنة.
والرواية فيها ((من أتى كاهنا أو عرَّافا فصدَّقه)) فأنت لم تأته ولم تذهب إليه، بل وقع ذلك دون قصد منك، فلا يلحقك الوعيد إن شاء الله، وتكذيب مثل هذا ليس صحيحا ما لم يكن عندك دليل قاطع على كذبه، ومثله مثل رجل سافر إلى مدينة لا تعرفها ووصفها لك، فلا تستطيع تكذيبه إلا ببرهان صحيح، وهذا الكاهن أو الساحر يعتمد في نقله على الجن الذين يخبرونه، فمنهم الصادق ومنهم الكاذب، ولايصلح تكذيبه دون بينه.
وبعض من يجيز الاستعانة بالسحرة في فك السحر يدخل من هذه الشبهة - شبهة الغيب النسبي -، وينسى أن الجن لا يخبرون المسحور بشيء حتى يشرك بالله تعالى ويقرب لهم، فهو يفتي للمريض بالإخلال بأهم الضروريات الخمس وهي حفظ الدين في سبيل الحفاظ على ضرورة أقل منها وهي حفظ النفس، وهذا فقه أعوج أسأل الله العافية
أما الغيب المطلق وهو لخمس التي ذكرها الله تعالى {إن الله عنده علم الساعة ... } فهذه لا يعلمها إلا الله ومن ادعى معرفتها فإنه يكفر بذلك لأنه مكذب للقرآن.
والله أعلم وأحكم
وللفائدة استمع للحلقات المباركات التي فضح فيها الشيخ حامد آدم أقطاب الصوفية السَّحرة وكيف يتلاعبون المساكين بمثل هذه الحيل التي سألت عنها وبغيرها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134145
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي خالد بن عمر بارك الله فيك
فإن كان هذا الرجل هو من ذهب للساحر
فأخبره الساحر بأمر قد وقع عليه وهو من الغيب النسبي في حق الساحر وكان ذالك الأمر مطابق للواقع
فسأل الساحر الرجل هل كلامي صحيح أم لا
فهل يُكذّب هذا الساحر فيكون قد كذب هو لأن كلام الساحر أو العراف مطابق للواقع أم يصدقه؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 01 - 10, 08:02 ص]ـ
أولا: لا يجوز له أن يذهب إلى هذا السَّاحر أو الكاهن، فالحديث واضح وهو قوله صلى الله عليه وسلم ((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً))، وقال صلى الله عليه وسلَّم ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم))، وقد صح عن ابن مسعود أيضا
ثانيا: إذا أخبر هذا الساحر أو الكاهن بخبر وكان صحيحا ثابتا سواء عند المريض أو غيره فكيف نتجرأ على تكذيبه ونحن نعلم أن قوله صحيح، والتحذير من الذهاب إليهم وتصديقهم هو من أجل عدم الافتتان بهم والانجرار خلف الثقة بكلامهم، لأنك إن صدقته في هذا الذي وقع لك حقيقة ستتوق نفسك لسؤاله عن كل ما غاب عنك وهكذا يزداد الأمر مع التكرار إلى أن يصبح قول هذا السَّاحر أو الكاهن شبه مسلم، فيصبح المتردد عليه أسير أخباره، وسيفتتن به ويفتن غيره بالدِّعاية له.
وكما قلت في السابق إنهم لا يخبرون بالخبر إلا بشرط التقريب للجن، وإن أخبر مرة أو مرتين دون طلب شيء فإن هذا من باب الاستدراج فقط، وأنا أحث الإخوة على سماع الحلقات التي أحلت إليها فهي كلام رجل خبير تاب إلى الله تعالى من هذه الكفريات وبين طرق استدراج السحرةالكفرة للمساكين.
والله أعلم
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:48 ص]ـ
هل معنى كلامك حفظك الله وبارك فيك
أنه إن صدقه لا يدخل في الوعيد المذكور في من صدقه