تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ". فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: " وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل على، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم ().

فهذا حديث صحيح في فضائل أهل البيت والوصية بهم وحفظ ودهم وحبهم بما لهم من القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبهم واجب على كل مسلم، والمقصود من ذلك حب الصالحين منهم وأهل الإيمان، لا حب من يلعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعن في عرضه، وإن كنت لا أظن أن هناك من ينتسب بنسب صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطعن في عرضه، ويلعن أصحابه الذين اختارهم الله له فكانوا له عوناً على تبليغ الرسالة ونشرها في أقطار الأرض، وإنما وقع الشيعة في هذا الغلو والانحراف الخطر الذي يرتكبونه من تعظيم للقبور وتفضيل أئمتهم على الأنبياء والمرسلين والطعن فيمن رضي الله عنهم بنص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب ما وضعه لهم علمائهم الذين يريدون أن يعيدوا مجد دولة الفرس زعموا، فطعنوا فيمن قضى على دولتهم ولذلك نجد أن أكثر طعنهم في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي سيف الله وسيف رسوله خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي زلزل مملكتهم وقضى عليها مع إخوانه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن المؤسف أن ينخدع بذلك كثيراً من أهل البيت في أصقاع الأرض، فهؤلاء الفرس وإن زعموا أنهم أتباع أهل البيت كذباً وزوراً فإنهم يسعون لتحقيق مصالحهم في المقام الأول، فهم يريدون أن يعيدوا مملكة فارس البائدة والسيطرة على بلاد المسلمين في كل مكان، فهم أصحاب أهداف سياسية توسعية وهم أيضاً يصرحون بذلك من غير حياء، فأين هي عقول الشيعة والتفكر فيما يملى عليهم من روايات مكذوبة لا يرتضيها العقل السليم، ولذلك تجدهم في كثير من المناظرات التي تقام في القنوات الفضائية لا يستطيعون الإجابة على ما يطرح عليهم من أسئلة لأنهم لو أجابوا عليها فضحوا أنفسهم أمام أتباعهم فلا يجدون إلا الهرب من المناظرات حتى أصبح هذا هو سمتهم، فلقد أصبحوا أضحوكة بين الأمم بما يقومون به من أفعال شنيعة في احتفالهم في يوم مقتل الحسن رضي الله عنه، أفلا ينظرون في هذه الأفعال التي تجعلهم أضحوكة بين الناس من لطم للخدود وشق للجيوب وضرب بالسيوف وتلطيخ بالدماء، إن هذه الأفعال المنكرة التي لا ترضي الله ينسبونها إلى الإسلام ظلماً وزوراً، فأين هي عقولهم، لذلك كان لزاماً على أهل الحق أن يبينوا هذه الروايات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن بيان حال أهل البدع المخالفة للكتاب والسنة واجب باتفاق المسلمين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

وقال بعضهم لأحمد بن حنبل: أنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا. فقال: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم. ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير