تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من صور النفاق المعاصر؟؟ للعلامة الحوالي]

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:08 ص]ـ

قال الشيخ الفاضل د- سفر الحوالي شفاه الله ووفقه لكل خير

* الفائدة الأخرى: وهي تنبيه ضروري يتعلق بأعظم مرض من أمراض القلوب، وهو النفاق، فكما اخطأ كثير من الناس أيضا – في مفهوم الكفر ومعناه، وحصره في صورة واحدة كذلك، هي إنكار وجود الله – أو إنكار أنه الرازق الخالق المدبر ونحو ذلك – أخطاء كثيرة من الناس أيضا – في مفهوم النفاق الأكبر وحصروه في صوره واحدة كذلك، هي أن يظهر الإسلام وهو يبطن اعتقاد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به، وعدم الإيمان بدين الإسلام كله، وعدم الرضا بشيء منه.

وهذه – وان كانت اجلي صورة وأكبرها – ليست الصورة الوحيدة، بل النفاق الأكبر كالكفر الأكبر له صور كثيرة جدا، فكما أن الإنسان قد يكون مؤمنا، ويخرج من الإسلام بكلمة أو فعل، فكذلك قد يكون منافقا النفاق الأكبر بسبب قول أو فعل من أقوال القلب وأعماله، مع اعتقاده بقية الدين وإظهاره للشرائع والشعائر.

والله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه للمنافقين أحوالا متفاوتة في النفاق الأكبر، فمنها الصورة الكاملة – كحال المذكورين أول البقرة:

((ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)) الآيات

(البقرة: 8، 9).

أو أول المنافقون:

((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)) (المنافقون:1).

ومنها صور دون ذلك، كحال المذكورين في سورة القتال (محمد):

((أن الذين ارتدوا علي أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدي الشيطان سول لهم وأملي لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر)) (محمد: 25، 26).

أو حال المستهزئين بقراء الصحابة يوم تبوك، الذين انزل الله فيهم:

((ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآيته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) (التوبة: 65، 66).

فلا شك أن بين من يبطن الكفر بالله واليوم الآخر جملة واحدة – المتضمن تكذيب الرسول وبطلان القران – وبين من يقول للكفار سنطيعكم في بعض الأمر أو يستهزئ بشيء مما عظمه الله فرقا، وان اتحد الحكم عليهما بالردة والكفر، فان بعض الكفر اغلظ من بعض، كما قال الله تعالى:

((إنما النسئ زيادة في الكفر)) (التوبة: 37).

وقال: ((الإعراب اشد كفرا ونفاقا)) (التوبة: 97).

فجعل بعض الكفر والنفاق اشد من بعض.

والمقصود أن نعلم أن الرجل قد يكون في باطنه مؤمنا بالدين في الأصل والجملة، ولكنه يكره شيئا مما انزل الله، أو لا يقر به في قلبه ولا يعتقد الالتزام به، فيكون حكمه حكم الكافر بالدين كله، وذلك كمن يكره بقلبه تحريم الربا، ويري ذلك مخالفا للمصلحة وغير مستقيم مع العقل إذا كان الطرفان متراضيين عليه، ونحو ذلك.

ومن يكره ما انزل الله بشان الحجاب وستر النساء عن الاختلاط بالرجال، ويراه نوعا من الظلم والامتهان للمرأة، أو يراه عائقا عن التنمية مخالفا لمصلحة المجتمع.

أو من يعتقد أن أحكام الجهاد ومقاتلة الكفار وسبي نسائهم وغنم أموالهم لا يليق بكرامة الإنسان وحريته، ولا يتناسب مع المساواة الإنسانية.

ومن يكره أن يقول أو يعتقد أن هؤلاء الكفار العصريين، أو أصحاب الحضارات المنقرضة – ومنهم الحكماء والأدباء والمخترعون – يحاسبهم الله يوم القيامة ويعذبهم بالنار، ولا يقبل منهم أي عمل أو إحسان.

ومن يعتقد أن من حق اتباع أي دين أن يدعوا إلى دينهم، وان ينشروه في كل مكان بتفاهم مع دعاة الإسلام، ووئام بين جميع الأديان.

ومن يكره ما انزل الله بشان معاملة الكفار وأحكام العلاقة بهم، ويعتقد أن الأوفق والأصلح هو مداهنتهم ومجاملتهم – بمقتضى الاتفاقات الدبلوماسية، والأعراف الدولية التي ارتضاها العالم المتحضر والأمم المتحدة.

ومن يكره ما شرعه الله من أحكام أهل الذمة، ويرى انه أن الأوان لإلغاء الجزية وتحقيق الاخوة الوطنية.

ومن يكره ما جاء في القران والسنة من أخبار الأمم الكافرة، وذمها وهلاكها بسبب معاصيها، أو يري أن تاريخ الحضارات يجب أن يدرس وفق المنهج الذي يسير عليه المنهج الغربي تحليلا واستنتاجا.

وصور كثيرة مشابهة كلها تفصح عما في قلب صاحبها من نفاق اكبر، وان كان لا يكره بقية الأحكام ومظهرا لشعائر الإسلام.

ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:59 ص]ـ

جزاكم الله خيرا لنقلكم الماتع

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:36 ص]ـ

وانتم جزاكم الله خيرا ونفع الله بنا وبكم

ـ[أبو يوسف المسلم]ــــــــ[18 - 01 - 10, 08:42 ص]ـ

جزاكم الله خيراً على هذا النقل المبارك، جعله الله في ميزان حسناتكم

المرجو المزيد من العناية في كتابة الآيات القرانية بضبطها الصحيح

عفا الله عنا وعنكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير