تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرات نقدية في فلسفة يعقوب بن إسحاق الكندي (فيلسوف العرب!)]

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:07 ص]ـ

الكِنْدِي فَيْلَسُوفُ العَرَبِ

(نظرات نقدية في ترجمته وفلسفته)

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه كلمات مختصرة ألفتها في بيان معتقد الفيلسوف الشهير يعقوب بن إسحاق الكندي الذي يلقبه المستشرقون ومتفلسفة العرب بفيلسوف العرب معتمدًا في ذلك على رسائله وكتبه أولًا، وكلام أهل الفلسفة عنه ثانيًا، ومن نقده ونظر في كلامه نظرة النقد ثالثًا، والله أعلم وهو حسبي وعليه أتوكل.

سعى كثير من المستشرقين إلى نفي قول القائلين بأن الكندي عربي وظنوا أنهم بذلك يحطون على العرب لجهلهم بالفلسفة وفنون اليونان الحكمية!، وقد دافع عن العرب غير واحد من المفكرين الجاهلين بحقيقة الإسلام والظانين ظن السوء بدين الرسول وشريعة القرآن فقالوا: إن الفلسفة ناسبت وضع اليونان فحذقوها، ولم تناسب العرب لطبيعة حياتهم وطوارق معيشتهم .... إلخ

الحاصل أنهم نسبوا الكندي إلى النصرانية [من أولئك لويس شيخو المتعصب النصراني] فاعترض عليهم [ومن أولئك المعترضين عليه خليله في الديانة أنستاس الكرملي في مجلة لغة الرعب 5/ 302] بأن والده إسحاق بن الصباح (ت:193) كان أميرًا على الكوفة للمهدي والرشيد وما كان للمهدي خاصة أن يولي على الكوفة نصرانيًا بل لم تكن من عادته ولا عادة خلفاء الإسلام في تلك العصر تولية النصارى أصلًا، وكذلك يقال: إن جد الكندي هذا هو الأشعث بن قيس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وَكَانَ قبل ذَلِكَ ملكاً عَلَى جميع كندة.

وقد أثبت نسبة الكندي إلى الإسلام غير واحد من المحققين هذا من جهة الأصل أما من جهة العاقبة وما عاناه من الشرك والفلسفة فله حكم آخر، ومن أولئك:

أ - محمد بن إسحاق النديم في فهرسته، قال ضمن ترجمة مطولة:" هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح .... [سياق نسبه] .... فاضل دهره وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها ويسمى فيلسوف العرب وكتبه في علوم مختلفة". وهذا نسب مسلم بلا شك، وثمت قرينة أخرى هي ترك ابن النديم تلقيبه بالنصراني كما يفعل مع غيره.

ب - القفطي في أخبار الحكماء، قال:" أبو يوسف الكندي المشتهر فِي الملة الإسلامية بالتبحر فِي فنون الحكمة اليونانية والفارسية والهندية متخصص بأحكام النجوم وأحكام سائر العلوم فيلسوف العرب وأحد أبناء ملوكها وكان أبو إسحاق بن الصباح أميراً عَلَى الكوفة للمهدي والرشيد وَكَانَ جده الأشعث بن قيس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".

ت - ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء، نقل عن سليمان بن حسان قوله:" إن يعقوب بن إسحاق الكندي شريف الأصل بصري - كان جده ولي الولايات لبني هاشم - ونزل البصرة وضيعته هنالك، وانتقل إلى بغداد وهناك تأدب، وكان عالماً بالطب، والفلسفة، وعلم الحساب، والمنطق، وتأليف اللحون، والهندسة، وطبائع الأعداد، وعلم النجوم، ولم يكن في الإسلام فيلسوف غيره، احتذى في تواليفه حذو أرسطوطاليس، وله تواليف كثيرة في فنون من العلم، وخدم الملوك فباشرهم بالأدب، وترجم من كتب الفلسفة الكثير، وأوضح منها المشكل، ولخص المستصعب، وبسط العويص".

ونقل عن أبي معشر البلخي قوله:" حذاق الترجمة في الإسلام أربعة حنين بن إسحاق، ويعقوب بن إسحاق الكندي، وثابت بن قرة الحراني، وعمر بن الفرخان الطبري".

ث - الشهرستاني في الملل والنحل، قال:" الفصل الرابع: المتأخرون من فلاسفة الإسلام مثل يعقوب بن إسحق الكندي وحنين بن إسحاق ويحيى النحوي وأبي الفرج المفسر وأبي سليمان السجزي وأبي سليمان محمد بن معشر المقدسي ... ".

ج - ابن نباتة المصري، قال في سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون:" الكندي هو يعقوب بن الصباح المسمى في وقته فيلسوف الإسلام".

ح - شيخ الإسلام ابن تيمية، قال:" وكان يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف الاسلام في وقته أعنى الفيلسوف الذي في الاسلام وإلا فليس الفلاسفة من المسلمين كما قالوا لبعض أعيان القضاة الذين كانوا في زماننا ابن سينا من فلاسفة الاسلام فقال ليس للإسلام فلاسفة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير