تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اما الاسئله الثلاث التي سالتني عن امكان خلق مخلوق قبل مخلوق فذلك ممكن عقلا اوافقك في هذا. ان الله على كل شيء قدير.

جيد إذا كنت تقول إن التسلسل في الخلوقات في الماضي ممكن وتوافق عليه.

أما قولك: هذا معناه: إن أي مخلوق لا يمكن أن يكون مع الله قديم بقدمه لأن الخالق سابق للمخلوق وإلا كيف خلقه؟ ولأن كل مخلوق كائن بعد أن لم يكن والله جل وعلا لم يزل موجودا لا أول له سبحانه.

اعرف هذا جيدا اخي واعرف ان كلامك هذا لا يلزم منه ان يكون مخلوقا ما بعينه قديما مع الله.

وهذا جيد أيضا فالتسلسل في الماضي عندك لا يلزم أن يكون مخلوقا ما مع الله.

فإذاً أنت تقول بقول شيخ الإسلام.

ولكن يقال في هذا جنس المخلوقات قديم. وترد على هذا اشكالات وهي هل الجملة او الجنس ياخذ حكما في هذه المسالة غير حكم افراده ام لا.

هذا الإشكال الذي حكيتَه أنت بصيغة التردد إما أن يُبْطِل موافقاتك السابقة أو لا. فإن كان واضحا عندك ينقضها فبينه ولا تتردد في حكايته، وإن كنت مترددا فيه، فلا تجعله يعكر على موافقاتك السابقة.

وأنا أقول لك حكم الجنس يختلف عن حكم الأفراد كما قاله العلماء في صفة الكلام جنسه قديم وآحاده حادثة، وكذلك صفة الخلق.

اخي الكريم جوابك في قوله تعالى - فعال لما يريد - ففعل الله عز وجل متعلق بمشيئته وارادته وهذا هو الكمال. ولا يعني هذا انه اذا لم يخلق في وقت ما انه كان معطلا عن الخلق كلا. بل عدم خلقه راجع الى مشيئته وارادته.

تناقض بيانه:

أن تسلسل الحوادث في الماضي من يمنعه يقول لأنه يفضي إلى أن يكون مخلوقا ما مع الله وهذا كفر كما حكيته أنت في اعتقاد القادري، فإذاً التسلسل في الماضي على هذا ممتنع.

وأنت هاهنا تقول لم تَتَسَلْسَل الحوادث في الماضي لأن الله لم يشأ ذلك. وعلى هذا التقدير يكون التسلسل ممكنا وليس ممتنعا لأن مشيئة الله لا تتعلق بالممتنعات، فلا يقال إن الله لم يشأ أن يجعل الشيء ساكنا متحركا، ولو شاء أن يجعله ساكنا متحركا لفعل، هذا لا يقال.

بل عدم خلقه راجع الى مشيئته وارادته.

إذا كان الأمر راجعا إلى المشيئة فما الذي أدراك أنه لم يشأ أن يخلق قبل ما تراه أنت أنه أول مخلوق.

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:42 م]ـ

اخي عبد الوهاب/

قولك -

جيد إذا كنت تقول إن التسلسل في الخلوقات في الماضي ممكن وتوافق عليه.

تنبه اخي الكريم انا قلت التسلسل في الماضي ممكن عقلا ولم اطلق الامكانية ففرق اخي الكريم بين الامرين.

فكونه ممتنع شرعا فلاجل اجماع العلماء على ان الله كان ولا شيء معه ولا خلاف في هذا بين السلف.

ولاجل ان عقيدة وجود عوالم قبل هذا العالم المشهود عقيدة عظيمة فكيف تهمل في القران والسنة ولو بالاشارة وكذا في كلام سلف الامة. بل قد نقلت لك كلام ابن جرير الطبري رحمه في اختلاف السلف في اول مخلوق خلقه الله تعالى على الاطلاق ولم يذكر القول الذي تذهبون اليه. بل لازم كلامك ان ابن جرير رحمه الله وكل من نقل كلامه من السلف كانوا معطلين الله عز وجل من كماله اذ جعلوا بداية للخلق وهذا بين لا اشكال فيه.

اما كون التسلسل ممكن عقلا فلاجل ان الخالق عز وجل لا يعجزه شيء في السموات والارض وهو قادر على كل شيء ومتى ما اراد الخلق خلق.

فارجوا ان تكون فرقت بين الامكانية العقلية التي ذكرتها. وبين الامكانية الشرعية.

اما قولك /

وهذا جيد أيضا فالتسلسل في الماضي عندك لا يلزم أن يكون مخلوقا ما مع الله.

فإذاً أنت تقول بقول شيخ الإسلام.

هذه نقطة دقيقة جدا وارجوا ان تتنبه اليها.

انا قلت لا يلزم من كلامك ان يكون مخلوقا ما بعينه مع الله لان هذا يلزم منه قدم ذلك المخلوق.

وكون انه لا يلزم من كلامي ان مخلوقا ما بعينه قديم مع الله. فلا يلزم من هذا موافقة شيخ الاسلام رحمه الله في قوله ما من مخلوق الا وقبله مخلوق.

لماذا/

- لان تسلسل المخلوقات في الماضي يلزم منه ان جنس المخلوقات لم تزل معه لانها قديمة عندكم.

فلو اني قلت ان كلامك هذا يلزم منه قدم مخلوقات معينة لكان اعتراضك صحيح.

لكني قلت انه لا يلزم من كلامك قدم مخلوق بعينه. ولم اقل ان كلامك ما من مخلوق الى وقبله مخلوق لا يستلزم ان جنس المخلوقات دوما مع الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير