ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 09:18 ص]ـ
أخي أبا سعد الجزائري، اثبت على ما أنت عليه فوالله إنه الحق الذي لاشك فيه، وادع الله معي أن يهدي من ضل في هذه المسألة وأن ينجيهم من هذه البدعة التي تعلم كيف أدخلها أهل الضلال على بعض أهل السنة.
ولا أريد أن أتكلم في هذه المسألة فقد تعبت من الكلام فيها مع من يحتجون بقول فلان وفلان ويتركون النقل والعقل، ولكني أوجه سؤالا لكل من يقول بالقدم النوعي وأتمنى منه أن يتأمله وإن لم يجب:
فأقول: إن الله عز وجل إما أن يكون قبل الخلق أو مع الخلق أو بعد الخلق، وكونه بعد الخلق لم يقل به أحد لا من العقلاء ولا من المجانين!
فلم يبق إلا أنه قبل الخلق أو مع الخلق. وكونه مع الخلق قلتَ إنه قول الفلاسفة وهو بدعة وليس من قول أهل السنة.
فلم يبق إلا أنه قبل الخلق، وكونه قبل الخلق قلتَ إنه قول المتكلمين وهو بدعة وليس من قول أهل السنة.
فالله عز وجل عندك إذن ليس قبل الخلق ولا معه ولا بعده، فأين هو؟!
يا أخي:
الله تعالى قبل خلقه وهذا له مسلكان: مسلك للمتكلمين ومسلك لأهل السنة وهما مختلفات ومتغايران ....
مسلك المتكلمين: أن الله لم يكن خالقا للمخلوقات ثم خلق!
ومسلك أهل السنة أن الله ما زال خالقا وكل مخلوق له مسبوق بعدم.
الحمد لله وحده ...
لم يزد أخونا الفاضل أبو عبد الله الفاصل على صياغة سؤال جوابه هو حكاية مذهب أهل السنة.
ويمكننا أن نقرر له استدلاله
فنقول إنه يقول: (إن الله عز وجل إما أن يكون قبل الخلق أو مع الخلق أو بعد الخلق).
ثم يقرر أن كونه تعالى بعد الخلق لم يقل به عاقل، وقد أصاب.
وأن كونه تعالى مع الخلق هو قول الفلاسفة، ونحن متفقون على ضلالهم.
فلم يبق إلا أنه قبل الخلق، فكيف يكون هذا الأخير خطأً؟
إن كان خطأً لم يبق جواب على السؤال.
==
والجواب:
أن الله عز وجل يحتمل أن يكون مع الخلق دومًا دون أن يكون في المخلوقات مخلوق قديم، فليس مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم.
وقولنا (يحتمل) يعني أننا نقول بجواز ذلك وعدم امتناعه.
فإن صح أن أول مخلوق نعلمه هو القلم، أو العرش.
فلا يمتنع عندنا أن يكون قبله مخلوق أبدعه الخلاق سبحانه.
وهذا السابق لا يمتنع عندنا أن يكون قبله مخلوق أبدعه رب العالمين سبحانه.
وهذا الأسبق لا يمتنع ..... إلخ
وأما المتكلمون المبتدعة أهل الضلال فقالوا: (بل يجب أن يكون ما يسمى بالمخلوق الأول ويمتنع أن يكون قبله مخلوق).
وهو مذهب رديء فيه سلب جملة من صفات الكمال من الله عز وجل.
وعليه أسئلة كثيرة احتار فيها المتكلمون أنفسهم، وأجاب عليها بعضهم بأجوبة هي أقرب إلى الكفر بالخالق.
وسلّم بعض حذاقهم أن الخروج من هذا المأزق هو التنازل عن مبحثهم في (إبطال حوادث لا أول لها) ..
=======
وربما يسألنا بعض المبتدعة:
فإلى أي وقت في الماضي تجيزون وجود المخلوقات؟
فنقول لهم: إلى الوقت الذي لم يكن فيه إله قادر على الخلق لا يعجزه شيء!
وربما قال من لم يفهم منهم: فتقولون أن العالم قديم؟
فنقول لهم: لا، بل ليس في العالم مخلوق واحد إلا وهو حادث؟
فإن قالوا: أتقولون إن وجود نوع المخلوقات قديم؟
فنقول لهم: نحن نقول بجواز ذلك، وليس في دلائل العقل ولا النقل ما يمنعه، والنوع ليس إلا معنى في الذهن، لا يوجد في الخارج، وهذا حتى لا يقال إننا قلنا بوجود قديم مع الله.
=============
وهناك أسئلة كثير على مذهبهم الباطل
قد عجزوا والله عن جوابها ... وهم معترفون بذلك .. وقد نقلت بعض كلامهم فيها في عدة مواضع على الشبكة، منها موضع هنا الملتقى.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 10:07 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
وقولنا: لا يمتنع أن يكون كل مخلوق قبله مخلوق إلى ما لا نهاية في الماضي ..
يعني أننا نقول بجواز ذلك.
بخلاف المبتدعة الذين يقررون امتناع ذلك واستحالته.
===
وهذا البحث له مثارات متعددة، مقدمات طويلة .. ومما يعين على الاعتقاد التام بمذهب أهل السنة فيه؛ معرفة ما في القول بخلافه من لوازم فاسدة وإشكالات ومعضلات لا جواب عليها.
لكنني أحب أن أنبه أن جمعا من الإخوة الذين شاركوا هنا في هذا الموضوع من المخالفين والموافقين قد جانبهم الصواب في الدلائل والمسائل على حد سواء.
¥