فأرجو الله من كل قلبي أن يضبط كل كاتب نفسه ويحذر أن يتكلم بغير علم، لا في دين الله فحسب، بل في ذات الله تعالى وسبحانه وعز وجل.
كمن تكلم في مشيئة الله وإرادته وفعله.
والله يحفظنا جميعا من كل قول وفعل لا يرضيه. آمين.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:28 ص]ـ
والجواب:
أن الله عز وجل يحتمل أن يكون مع الخلق دومًا دون أن يكون في المخلوقات مخلوق قديم، فليس مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم.
وقولنا (يحتمل) يعني أننا نقول بجواز ذلك وعدم امتناعه.
فإن صح أن أول مخلوق نعلمه هو القلم، أو العرش.
فلا يمتنع عندنا أن يكون قبله مخلوق أبدعه الخلاق سبحانه.
وهذا السابق لا يمتنع عندنا أن يكون قبله مخلوق أبدعه رب العالمين سبحانه.
وهذا الأسبق لا يمتنع ..... إلخ
هذا هو عين القول بأن الله عز وجل مع المخلوقين أي أنه لم يسبقهم ولم يسبقوه، وهو عين الكلام الذي تنسبوه إلى الفلاسفة وتكفروهم من أجله، فالقول بعدم تحديد المخلوق الأول لا يخرجكم من الإشكال العظيم، فنحن لا إشكال عندنا في تحديد المخلوق الأول وتسميتِه ولا نبحث فيه الآن، ولكن نقول إن هناك مخلوقا أولا بغض النظر عن معرفتنا عنه وباسمه، فإذا قلتم إنه ليس هناك مخلوق أول فهذا يعني أن المخلوقات لا بداءة لها، والله عز وجل لا بداءة له، فصار الله عندكم مع المخلوقين لم يسبق أحدهم الآخر.
ولا يمكن أن يكون الصانع مع المصنوع بل لابد أن يسبق الصانع المصنوع، وإذا سبق الصانع المصنوع فهذا يعني أن المصنوع لم يكن موجودا في زمن الأزمان سواء حددنا المصنوع الأول وسميناه أم لم نفعل.
فإلى الآن لم تصرح لي بالجواب بالطريقة التي ذكرتها في التقسيم، وأنت بكلامك السابق أضفت قسما غريبا، وهو أن الله يجوز أن يكون قبل الخلق ويجوز أن لا يكون قبله، فإذن ستكون مجوزا للقول بكونه معهم، وكيف تجوز أمرا تعتقد أنه كفر وتكفر الفلاسفة من أجله؟!
فأنت في مشكلة أشفق عليك من أجلها، فلا تستطيع أن تقول إن الله قبل الخلق؛ لأن هذا يلزم منه التعطيل عندك. ولا تستطيع أن تقول إنه مع الخلق، لأن هذا القول كفر عندك. ولا تستطيع أن تقول بأنه بعدهم، لأن هذا القول جنون عندك. ولا تستيطع أن تقول بأنه يحتمل أن يكون قبلهم ويحتمل أن يكون معهم؛ لأنك لا تشك في كفر.
فأعانك الله.
وجميع الإشكالات التي ترد على القول الذي تنسبوه للمتكلمة ترد على القول الذي تنسبوه للسنة، لا العكس.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:36 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل الفاصل
دعني أسألك أولا، هل قرأت كل ما كتبتُه؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:40 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
ودعني أخبرك شيئا مهما قرأت أو لم تقرأ.
لقد أجبتك عن سؤالك على الطريقة التي تريد، والجواب بين عينيك ..
ولا إشكال عندي أن أعيده عليك مع الانتقال في المسألة من كل موضع على حدة إلى الذي يليه.
وهذا كرامة لك.
وإلا فإن لي زمانا طويلا وأنا في غاية الانشغال عن المشاركة في الشبكة كلها.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:45 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
هذه الكرامة لك مساعدة مني لك في فهم المسألة التي يعلم أدنى مطلع عليها، ثم مطلع على كلامك الأخير أنها في واد وأنت في رأس جبل!
وأنك خارج السرب تغرد ..
حول أغلوطة قد نبه الناس عليها مرارا وأنت إلى الحين تعيدها مرارا وتكرارا.
ولو أنك تترفق وتهدأ، ولو أننا جميعا نتحلى بالأدب فهو خير وأسلم لقلبينا جميعا.
فالله يهديني وإياك ويعينني ويعينك على شر النفس وشر الشيطان الرجيم.
آمين.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 11:48 ص]ـ
وجميع الإشكالات التي ترد على القول الذي تنسبوه للمتكلمة ترد على القول الذي تنسبوه للسنة، لا العكس.
الحمد لله وحده ...
وهذا حقا هو الكلام الذي به يشفق عليك!
ولو أنني أقسمت بالله في موضعي هذا أنك لا تحصر هذه الإشكالات أصلا، ولا تعرف بماذا أجاب به المتكلمون= فلا أرى أني أحنث!
والأمر إليك إن أردت.
والله وحده تعالى هو الهادي.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 12:00 م]ـ
فأنت في مشكلة أشفق عليك من أجلها، فلا تستطيع أن تقول إن الله قبل الخلق؛ لأن هذا يلزم منه التعطيل عندك. ولا تستطيع أن تقول إنه مع الخلق، لأن هذا القول كفر عندك. ولا تستطيع أن تقول بأنه بعدهم، لأن هذا القول جنون عندك. ولا تستيطع أن تقول بأنه يحتمل أن يكون قبلهم ويحتمل أن يكون معهم؛ لأنك لا تشك في كفر.
فأعانك الله.
الحمد لله وحده ...
ولكي أساعدك أكثر أخي الحبيب، سأطرح عليك سؤالا .. واحدًا .. عجز المتكلمون عن الجواب عنه بجواب صحيح، فخذ وأجب جوابا تفهمه ويفهمه العقلاء ..
أسألك: ما الفرق بين الأزل والأبد في هذه المسألة؟
وأمهلك إلى ما يشاء الله أن تجيب عليه ..
وحتى تهدئ من روعك سأصوغه لك بالطريقة التي تحب ..
فأنت إما أن تقول:
1 - إن الله يبقى بعد الخلق.
2 - أو إن الخلق يبقون بعد الله.
3 - أو إن الخلق مع الله باقون.
أما الأول: فيلزم منه أن تقول إن الجنة والنار تفنيان وكل ما فيهما من مخلوقات وكذا كل الملائكة ... إلخ كما قال به بعض الشواذ من رءوس البدع المغلظة!
وأما الثاني: فلم يقل به من في بدنه مسكة فهم، فمتفق على بطلانه.
فلم يبق إلا الثالث ..
فهل تقول إن الخلق باقون إلى ما لا نهاية مع الله؟
فكيف والله تعالى هو الآخر ليس بعده شيء؟!
خذ وقتك وتمهل.
أعانك الله على شر نفسك وشر الشيطان.
====
تنبيهان:
الأول: الجواب على هذا السؤال عند أهل السنة سهل ميسور، وهو من جنس الجواب عما أكثر به بعض الإخوة هنا حول عكس المسألة.
الثاني: تناقض المتكلمون فقالوا ببقاء الجنة والنار، ولم يبين واحد من أمّتهم ما الفرق بين هذه وتلك.
والحمد لله على نعمة السنة.
¥