تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفة مع نصيحة ثمينة للصوفية لأحد علماء اليمن]

ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 06:56 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

َ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً.يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد:

فإنّ أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهديّ هديّ محمد e، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فهذه مشاركة أقدمها للقراء لعل الله أن يثبت بها أهل الحق،وأن يهدي بها من ضل إلى الهدى،وهي مقتطفات من رسالة صغيرة لأحد علماء اليمن في القرن الرابع عشر؛وهو العلامة محمد بن سالم البيحاني–رحمه الله- (المتوفى 1391هـ)،قَدَّمَها لمن أراد السعادة في الدنيا والآخرة،وقد عُنون للرسالة بـ (نصيحة صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن سالم البيحاني إلى جميع أهل يافع ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)))، وتقع الرسالة في (26صفحة من القطع الصغير)،وقد طبعت بدار الجماهير للطباعة والنشر بعدن سنة 1386هـ، فأحببت الوقوف على بعض المواضع المتعلقة بالتوحيد،وبيان آثار صوفية حضرموت على مناطق المسلمين ومنها منطقة يافع، وغرضي –والله أعلم بما قصدت وأردت-بيان الحق الواجب اتباعه، وترك الباطل الذي قد ابتلي به فئام من الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقبل البدء بمقالي هذا أقول للصوفية ومن تأثر بهم: إنّ العلامة البيحاني ذو قدر كبير، ومنزلة عالية في العلم والعمل، حتى إنّ كبار الصوفية المعاصرين شهدوا له بذلك، وما استطاعوا أن يخفوا هذه المناقب والفضائل لهذا العالم، يقول أبو بكر بن علي المشهور العدني-القائم على رباط الصوفية بمسجد العيدروس بعدن- في كتابه قبسات النور (ص232 - 233) في ترجمة الشيخ البيحاني: الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني الكدادي، والذي أصيب منذ الصبا بفقد حاسة البصر، ولكن الله عوضه انفتاح بصيرته والتلهف على الطلب للعلوم والمعارف ... وكان للشيخ البيحاني مؤلفات عديدة تبين غزارة علمه وفقهه ... "،ويقول حسين بن محمد الهدار –القائم على رباط الصوفية بالبيضاء في اليمن-في كتابه (هداية الأخيار):ص135: بعد أن ذكر رحلات الشيخ البيحاني في طلب العلم:"ثم عاد إلى عدن،واشتغل بالتدريس والوعظ، ويعد من كبار علمائها ومصلحيها، ... ".فإذا كان هذا الشيخ بهذه المنزلة، فلنسأل الصوفية،وليسألوا أنفسهم أيضا َلِمَ رد هذا العلامة المصلح ذو العلم والفقه الغزير على التصوف الدخيل على حضرموت، ولِمَ شن الغارات في محاربة أفكاره ومناهجه، وتمثل ذلك في الرد على مشايخ الصوفية مثل علي باحميش وغيره،والتشنيع على ما ملئوا به كتبهم من الخرافات والمخالفات لشرع الله المطهر: وأولها الشرك ثم ما دونه من الانحرافات، ومن تلكم الكتب المشرع الروي وغيره، فليترك المخالف غضبه وتعصبه وتسرعه وليتأمل في ذلك مليا، وسيجد الجواب، فقد قيل في المثل العامي (اللي يسأل ما يتوه).

ابتدأ الشيخ البيحاني –رحمه الله- رسالته بقوله: "إنه قد جاءني كتاب أحد المخلصين لدينه وقومه وبلاده؛وهو من أهل يافع المعروفة المشهورة بالخير،والصلاح، والكرم، والشجاعة، والمذكور يطلب مني نصيحة غالية أقدمها إلى سائر الإخوان في الله،وأتوجه بها إلى أبنائي اليافعيين أعزهم الله ... " ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير