تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وإذا كانت صوفية حضرموت تنتسب لمذهب الإمام الشافعي –رحمه الله- ناصر مذهب السلف؛ وتهتم باقتناء الكتب التي ينتسب أصحابها لمذهبه،فإنّ من هذه الكتب: كتاب (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي؛ فهو متوفر في كثير من مساجدهم، يقول هذا الحافظ في تفسير آية المائدة السابقة (3/ 103، ط دار طيبة للنشر والتوزيع) " يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه، وهي إذا قرنت بالطاعة كان المراد بها:الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات، وقد قال بعدها: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} قال سفيان الثوري: حدثنا أبي، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس: أي القربة. وكذا قال مجاهد، وعطاء، وأبو وائل، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، والسدي، وابن زيد.

وقال قتادة: أي: تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء:57] وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه ".

انظر إلى قول الحافظ ابن كثير –رحمه الله-بعد أن نقل أقوال أهل العلم بالمقصود بالوسيلة في الآية وهي التقرب إلى الله تعالى بطاعته والعمل بما يرضيه، فهل فعل الشرك والبدع مما يقرب إلى الله أو مما يرضيه؟!.

فهذا هو المعنى الصحيح للوسيلة التي يتقرب بها إلى الله جل جلاله، فعلى من عرف الحق أن يرعوي ولا يتعصب لباطله، ولا يكن من الصوفية المتعصبين لأخطائهم دون علم ولا حلم،وقد وصف الشيخ البيحاني هذا الصنف بقوله:"وأما طرائقهم المبتدعة،وأذكارهم المجمعة من كلمات لا معنى لها،وربما كانت لها معاني مجهولة،وربما تغنوا بها وتواجدوا ورقصوا وشوشوا على القارىء والمصلي فحينما نفتي بحرمتها،وأنها غير مشروعة ولا موافقة للسنة يغضبون ويخبطون،وفي خيوط العنكبوت يجمعون أدلة الباطل ويحطبون " ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6))، نعوذ بالله من هذا المنهج المخالف.

ويقول الشيخ البيحاني -رحمه الله- وهو يتحدث عن تردى الأحوال في عصره، بسبب بناء القبب والمشاهد، مما أدى إلى الشرك والمخالفات الشرعية:" ومن الشرك: تعظيم القبور الذي فُتن به المسلمون في مختلف الجهات،حتى بنوا عليها القباب،واتخذوا لهاالأقفاص والتوابيت،وطافوا بها وحجوا إليها، ونذروا لأصحابها بجزء معلوم من أولادهم وأقاموا لها الحفلات والمواسم، وجاءوا إليها متوسلين ومستغيثين. وهذا يطلب منهم الولد،وثانٍ يطلب منهم شفاء المريض، وثالث يريد منهم النصرة على الأعداء، وأن ينصفوا له من فلان الظالم،ونسبوا إليهم من الكرامات ما لا يصح أن يكون معجزة لنبي مرسل، وكتبوا عنهم الشطح، والكلام الذي لا يصدر إلا من ملحد في دين الله، أو مدّع أنه شريك لله ... ) ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7))0

ومن الخرافات التي يروجها الصوفية، ويلبسون بها على العوام ما ذكره الشيخ البيحاني بقوله:" يزعم بعض أهل حضرموت أنّ دابة الفقيه المقدم [أحد كبار صوفية حضرموت] كانت تعرفُ طرق السماء،وأنّ زوجته سُئلت عن حالها،فقالت (لسنا بخير بعد الفقيه، وقد كانت أخبار السماء في حياته تأتينا صباح ومساء)، وفي " المشرع الروي " ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8)) من هذه الخرافات مالا يحصى كثرة،فليته لم يبرز إلى حيز الوجود، أو ليتها أكلته دابة الأرض التي أكلت عصا سليمان بن داود، والويل لمن كذّب بشيء من هذه الكرامات المكذوبة، فإنه يعد في نظر القوم كافراً ملحداً زنديقاً، وكان التصديق بها أعظم شأناً من التصديق بالمعجزات، فنسأل الله حماية الإسلام وصيانته من هذه الخزعبلات والخرافات) ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9)) .

ومن يزور تريم وما جاورها من القرى في حضرموت لأول مرة ليظن أنه في بلاد وثنية، لم تتنور بنور الإسلام، ولا عرفت سنة سيد الأنام – صلى الله عليه وسلم –ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ وذلك لما يراه من كثرة المشاهد والقباب التي شيدها القوم لإحياء الشرك الذي بُعث النبي صلى الله عليه وسلم للقضاء عليه،فيقال لهؤلاء:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير