ب ـ فإذا اجتمع منهم من يكون للفاسد دافعاً، وللظالمين مقاوماً، وعلى البغي والعدوان قاهراً أظهروا دعوتهم، وندبوا العباد إلى طاعة ربهم، ودافعوا أهل الجور على ارتكاب ما حرم الله عليهم، وحالوا بين أهل المعاصي وبين العمل بها، فأن في معصية الله تلفا لمن ركبها، وإهلاكاً لمن عمل بها.
ج ـ ولا يؤنسنكم من علو الحق واضطهاده، قلة أنصاره، فأن في ما بدا من وحدة النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، والأنبياء الداعين إلى الله قبله، وتكثيره إياهم بعد القلة، واعزازهم بعد الذلة، دليلاً بيناً وبرهاناً واضحاً قال الله عز وجل: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) (4).
وقال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره، إنّ الله لقوي عزيز ((5). فنصر الله نبيه وكثر جنده وأظهر حزبه، وأنجز وعده، جزاءاً من الله سبحانه، وثواباً لفضله وصبره، وإيثاره طاعة ربه، ورأفته بعباده، ورحمته وحسن قيامه بالعدل والقسط، في تربية ومجاهدة أعدائهم، وزهده فيما زهده فيهم، ورغبته فيما يريده الله، ومواساته أصحابه، وسعة أخلاقه كما أدبه الله، وأمر العباد باتباعه، وسلوك سليم (كذا). والإقتداء لهدايته، واقتفاء أثره، فإذا فعلوا ذلك أنجز لهم ما وعدهم، كما قال عز وجل: (إنّ تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ((6).
قال تعالى: (إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ((7).
وكما مدحهم وأثنى عليهم كما يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ((8).
وقال عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ((9).
د ـ وفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأضافه إلى الإيمان والإقرار لمعرفته، وأمر بالجهاد عليه، والدعاء إليه، قال تعالى:?قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق? (10).
وقرض قتال المعاندين على الحق، والمعتدين عليه، وعلى من آمن به، وصدق بكتابه، حتّى يعود إليه ويفيء، كما فرض قتال من كفر به وصد عنه، حتّى يؤمن به، ويعترف بشرائعه. قال تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بعث إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفي ء إلى أمر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يجب المقسطين ((11).
هـ فهذا عهد الله إليكم، وميثاقه عليكم بالتعاون على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فرضاً من الله واجباً، وحكماً لازماً، فأين عن الله تذهبون وأنى تؤفكون؟.
و ـ وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقاً وغرباً، وأظهروا الفساد، وامتلات الأرض ظلماً وجوراً، فليس للناس ملجأ، ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء.
فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر، اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين، من ذرية النبيين، فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين، ونصر الله مع النبيين.
8 ـ واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم، وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره، وقل ناصره، وقتل إخوته، وأبوه وجده، وأهلوه، فأجيبوا داعي الله، فقد دعاكم إلى الله، فأن الله عز وجل يقول: (ومن لا يجب داعي الله
فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء) (12).
أعاذنا الله وإياكم من الضلال، وهدانا وإياكم إلى سبيل الرشاد.
9 ـ وأنا إدريس بن عبدالله، بن الحسن، بن الحسن، بن علي بن أبي طالب، عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ورسول الله وعلي بن أبي طالب جداي، وحمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار في الجنة عماي، وخديجة الصديقة، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاي، وفاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وفاطمة بنت الحسين سيد ذراري النبيين أماي، والحسن والحسين ابنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أبواي، ومحمد وابراهيم أبناء عبدالله المهدي والزكي أخواي.
10 ـ هذه دعوتي العادلة غير الجائرة، فمن أجابني فله مالي، وعليه ما علي، ومن أبي فحظه أخطأ، وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة أني لم أسفك له دماً، ولا استحللت محرماً، ولا مالاً، وأستشهدك يا أكبر الشاهدين، وأستشهد جبريل وميكائيل أني أول من اجاب وأناب.
فلبيك، اللهم لبيك، مزجي السحاب، وهازم الأحزاب، مصير الجبال سراباً، بعد أن كانت صماً صلاباً ... أسألك النصر لولد نبيك، إنك على كلّ شيء قدير، والسلام وصلى الله على محمّد وآله وسلم".
ـ[غيلان بن علي عبدالرب الجبلي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 07:54 ص]ـ
رسالة عظيمة جدااااااااااااا رحمة الله وبركاته على الامام ادريس بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط سلام الله عليهم اجمعين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:03 ص]ـ
الظاهر أنك يا أبا عائشة - متعصب للمغرب وأهلها -:) ...
¥