فدل ذلك على أن الخلة أخص من المحبة، وبه يقال إن الخليل أخص من الحبيب لا العكس.
قال ابن القيم ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) : " وأما ما يظنه بعض الظانين أن المحبة أكمل من الخلة، وأن إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله فمن جهله؛ فإن المحبة عامة والخلة خاصة والخلة نهاية المحبة،وقد أخبر النبي أنه اتخذ ربه خليلاً ونفى أن يكون له خليل غير ربه مع إخباره لحبه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب وغيرهم وأيضًا فإن الله سبحانه يحب التوابين ويحب الصابرين ويحب المحسنين ويحب المتقين ويحب المقسطين وخلته خاصة بالخليلين عليهما الصلاة والسلام، والشاب التائب حبيب الله، وإنما هذا عن قلة العلم والفهم عن الله ورسوله".
· قال الثعالبي ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)):" ( قوس الله) هى التى يقال لها (قوس قزح) ويشبه بها ما يقل لبثه ولا يدوم مكثه كما قال العلوى الحمامى
فشبهت سرعة أيامهم ... بسرعة قوس يسمى قزح
تلون معترضا في السماء ... فما تم ذلك حتى نزح
وفى الخبر (لا تقولوا قوس قزح ولكن قولوا قوس الله فإن قزح من أسماء الشياطين) ويجوز أن تكون سميت بهذا الاسم وأضيفت إلى الله تعالى لأنها من فعل الله وسائر القسى من برى الناس وفعلهم ".
(قلت): في هذا الإطلاق شبهتان للثعالبي رحمه الله:
إحداهما: الخبر الذي ذكره.
والجواب عليه أنه لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا، بل هو موضوع كما حكم عليه غير واحد من الأئمة علماء الحديث ومنهم العلامة الألباني في الضعيفة ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)) وإنما جاء في القوس بدون إضافته إلى الله أنه أمان لأهل الأرض من الغرق كما في الأدب المفرد للبخاري.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في الحلية ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)) :" حدثنا أحمد بن السندي بن بحر، قال: ثنا الحسين بن محمد بن حاتم عبيد العجلي الحافظ، قال: ثنا بشر بن الوليد، قال: ثنا زكريا بن حكيم الحبطي، عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا تقولوا قوس قزح؛ فإن قزح شيطان، ولكن قولوا قوس الله عز و جل؛ فهو أمان لأهل الأرض غريب من حديث أبي رجاء لم يرفعه فيما أعلم إلا زكريا بن حكيم ".
وبشر بن الوليد وثقه بعضهم وضعفه بعضهم، وذكره العلائي في المختلطين، وابن سبط العجمي في كتابه في من رمي بالاختلاط.
وزكريا بن حكيم الحبطي وقيل: زكريا بن عدي ضعيف، ذكره ابن أبي حاتم وابن عدي وغيرهما في الضعفاء ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)). وبذا أجاب أبوزرعة البرذعي ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)) لما سأله عنه.
ولم أجد لهذا الخبر إسنادًا يصح به أو يقبل على أحسن تقدير.
الأخرى: قوله (ويجوز أن تكون سميت بهذا الاسم وأضيفت إلى الله تعالى لأنها من فعل الله وسائر القسى من برى الناس وفعلهم).
(قلت): وهذا إطلاق غير مقبول؛ لأنه لا يصح إضافة كل ما اختص الله بفعله إليه لأن في الإضافة نوع تشريف ولذا تحتاج إلى تنصيص من الكتاب أو السنة أو الصحابة أو أئمة الدين الذين يعرفون الله حق المعرفة ويدرون ما يجوز عليه وما لا يجوز.
وذلك قاله-أيضًا- الثعالبي ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)):" أن الله تعالى لا يضاف إليه إلا العظيم من جميع الأشياء من الخير والشر، أما الخير فقولهم: بيت الله وأهل الله وزوار الله وكتاب الله وأرض الله وخليل الله وروح الله وأشباه ذلك، وأما الشر فكقولهم: دعه في لعنة الله تعالى وسخطه وأليم عذابه ودعه في نار الله وسقره".
· قال الثعالبي ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)):" ( طراز الله) قرىء على عصابة بعض جوارى الخلفاء (مما عمل في طراز الله) فاستعمل الصاحب هذه الاستعارة المليحة فى شعره حيث قال:
هذا على على في محاسنه ... كأنما حسبه أن يبلغ الأملًا
¥