[هل يستلزم نزول الله عز وجل أن يخلو العرش منه أو لا؟]
ـ[علي ابو البراء]ــــــــ[03 - 02 - 10, 06:09 ص]ـ
أصل هذا السؤال تنطع، وإيراده غير مشكور عليه مورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله؟ إن قال: نعم فقد كذب، وإن قال: لا، قلنا: فليسعك ما وسعهم، فهم ما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش؟ وما لك ولهذا السؤال، قل: ينزل واسكت. يخلو منه العرش أو ما يخلو، هذا ليس إليك أنت مأمور بأن تصدق الخبر، ولاسيما ما يتعلق بذات الله وصفاته، لأنه أمرٌ فوق العقول.
فإذاً نقول: هذا السؤال تنطع أصلاً لا يرد، وكل إنسان يريد الأدب كما تأدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يورده، فإذا قدر أن شخصاً ابتلي بأن وجد العلماء بحثوا في هذا واختلفوا فيه، فمنهم من يقول: يخلو، ومنهم من يقول: لا يخلو، ومنهم من توقف، فالسبيل الأقوم في هذا هو التوقف، ثم القول بأنه لا يخلو منه العرش، وأضعف الأقوال القول بأنه يخلو منه العرش، فالتوقف أسلمها وليس هذا مما يجب علينا القول به، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبينه والصحابة لم يستفسروا عنه، ولو كان هذا مما يجب علينا أن نعتقده لبينه الله ورسوله بأي طريق، ونحن نعلم أنه أحياناً يبين الرسول صلى الله عليه وسلم الحق من عنده، وأحياناً يتوقف فينزل الوحي، وأحياناً يأتي أعرابي فيسأل عن شيء، وأحياناً يسأل الصحابة أنفسهم عن الشيء كل هذا لم يرد في هذا الحديث فإذاً لو توقفنا وقلنا: الله أعلم فليس علينا سبيل لأن هذا هو الواقع.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب النزول.
منقول
ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن ارحيم
جزى الله الاخ الفاضل على مانقل ورحم الله علمائنا اجمعين واحببت ان انقل عن اهل العلم في هذه المسالة فالقول:
ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول
ان اكثر اهل العلم على القول بانه ينزل ولايخلو منه العرش
ونقل عن الامام احمد بن حنبل القول بانه ينزل ولايخلو منه العرش -إن صح النقل عنه- وهذا القول المنسوب للامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى هو مذكور في رسالة الامام احمد لمسدد بن مسرد وظاهر كلام ابن تيمية انه يصحح نسبة الرسالة اليه.
قال رحمه الله وهذه الرسالة مشهورة عند اهل الحديث والسنة واصحاب احمد وغيره تلقوها بالقبول وقد ذكرها ابن بطة في كتاب الابانة واعتمد عليها وكذلك القاضي ابو يعلى- أما من انكرها قال إنه رواها رجل اسمه أحمد بن محمد البرادعي وهو مجهول لايعرف من اصحاب احمد-
واما من قال انه ينزل سبحانة وتعالى ولايخلو منه العرش جملة من أئمة الدين والاثر النقاد كالامام الدارمي رحمه الله في الرد على بشر المريسي واسحاق بن راهوية وحماد بن زيد ونسب شيخ الاسلام ابن تيمية هذا القول لجمهور اهل السنة والجماعة.
اما اثر اسحاق ابن راهويه فقد اخرجه ابن بطة باسناد صحيح الى اسحاق ابن راهوية قال ابن بطة حدثنا ابو بكر النجاد ثنا احمد بن علي ثنا على ابن خشرم قال اسحاق دخلت على الامير ابن طاهر فقال ... ثم قال اسحاق: يقدر ان ينزل من غير ان يخلو العرش منه وقد رواها البيهقي في الاسماء والصفات
اما اثر حماد بن زيد فقد رواه الخلال فقال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا احمد بن محمد المقدمي ثنا سليمان بن حرب قال سال بشر بن السري حماد بن زيد فقال ياابااسماعيل الحديث الذي جاء (ينزل ربنا ... ) فسكت حماد ثم قال إن الله على عرشه ولكن يقرب من خلقه كيف شاء واخرجه كذلك ابن بطه من طريق ابي حاتم الرازي عن سليمان بن حرب عن بشر السري عن حماد مثله
قال شيخ الاسلام ابن تيمية وهذه حكايتان صحيحتان رواتهما ائمة ثقات ثم ساق اثرا رواه الاثرم ابو بكر في السنة عن الفضيل بن عياض يقول اذا قال لك الجهمي انا اكفر برب يزول عن مكانه فقل انا اومن برب يفغب مايشاء ومثله عن الاوزارعي في حديث النزول انه يفعل مايشاء
ثم قال شيخ الاسلام وكثير من اهل الحديث يتوقف عن ان يقول يخلو او لايخلو وجمهورهم على انه لايخلو منه العرش
ومن توقف إما لشكهم في ذلك وانهم لم يتبين لهم جواز أحد الامرين وإما مع كون الواحد منهم قد ترجح عنده احد الامرين لكن يشك في ذلك لكونه ليس في الحديث ولما يخاف من الانكار عليه
وقد نسب ابن تيمية رحمه الله تعالى من توقف في المسالة عن عبدالغني المقدسي
(شرح حديث النزول)