تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أرسطو ليس أول قائل بقدم العالم خلافًا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 03:42 م]ـ

أرسطو ليس أول قائل بقدم العالم خلافًا لشيخ الإسلام ابن تيمية

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:" أول من عرف عنه القول بقدم العالم أرسطو وكان ضالا مشركا يعبد الأصنام -يعنىالمصورات فى هياكلهم على صور الكواكب السيارة- وله فى الهيئات كلام كله خطأ قدتعقبه فى الرد عليه طوائف من المسلمين حتى الجهمية والمعتزلة وفلاسفة الاسلامأنكروه عليه" (شرح الأصفهانية:71).

وتابعه ابن القيم فقال:" وهؤلاء فرقة شاذة من فرق الفلاسفة ومقالتهم واحدة من مقالات القوم حتى قيل إنه ليسفيهم من يقول بقدم الأفلاك غير إرسطو وشيعته فهو أول من عرف أنه قال بقدم هذاالعالم والأساطين قبله كانوا يقولون بحدوثه وإثبات الصانع ومباينته للعالم وأنه فوقالعالم وفوق السموات بذاته كما حكاه عنهم أعلم الناس في زمانه بمقالاتهم أبو الوليدبن رشد في كتابه مناهج الأدلة".انتهى من إغاثة اللهفان.

قلت: وقول أرسطو مشور، قال:" ولا فائدة في إحداث الأمور من الظلمة ومما هو غير موجود له" (مقالة اللام: ص،5).

وتابعه أصحابه وشراح كتبه ومنهم ابن رشد الحفيد كما هو مقرر في تهافت التهافت وإن كان فيه غموضًا ولكن أكثر الباحثين مستشرقين وعربًا ينسبونه إليه، ولهم مبرراتهم.

وقول شيخي الإسلام فيه نظر لأمور تلخيصها:

الأول:

أن الفاسفة الدوريين (الدهرية) يقولون بقدم العالم وهم سابقون لأرسطو.

الثاني:

أن القول بقدم الزمان عليه إجماع الفلاسفة خلافًا لأفلاطون: قال أرسطو:" إن الأقدمين جميعًا ما عدا أفلاطون اعتقدوا أن الزمان قديم أما هو فقد جعله حادثًا؛ إذ قال إنه وجد مع السماء والسماء حادثة" (السماع الطبيعي م8 ف1 ص251).

الثالث:

أن أفلاطون يرى قدم العالم وهو سابق لأرسطو وقوله يحتمل أن يكون قولا لسقراط أستاذه حيث إن الباحثين ل ايفرقون بين ما له وما لأستاذه وهو معضلة فلسلفية شهيرة وملخص قوله في هذه المسألة أنه يرى ان العالم كان مادة رخوة ظلمانية لا تشكل فيها وأصلها الماء والهواء والتراب والنار، وأن الله شكل هذه المادة فحسب ولم يقم بخلقها. ((محاورة تيماوس: ص 52 – ص 57).

الرابع:

أن فكرة الخلق من عدم لم تكن معروفة عند فلاسفة اليونان قاطبة بل غاية فعل الله عندهم من جهة الخلق ان ينظم ما ليس منظمًا أو يشكل ما هو موجود فعلا لا انه يخلق من عدم؛ قال الدكتور يوسف كرم في تاريخ الفلسفة اليونانية:" والحق أن فكرتي حدوث العالم والإبداع من لا شيء لم تكونا معروفتين عند اليونان" (ص:108).

الخامس:

أن الفلاسفة الطبائعيين لم يختلفوا في أن العالم قديم إنما اختلفوا في أستطقساته وأصوله الأولى فقال بعضهم: الماء وقال بعضهم: الهواء. وقال بعضهم: النار. وقال بعضهم: النار. ولم يختلفوا أن أصل العالم قديم. وابن رشد قرر أن الشارع لم ينف أن للعالم أصلًا ولا أثبت بدليل أنه خلق من عدم، بل وخطأ الغزالي في حكاية الإجماع على ان العالم مخلوق من عدم محدث بعد أن لم يكن. وهذا غلط فادح رده ليس هذا موضعه.

والله أعلم.

ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 04 - 10, 05:41 م]ـ

قرأتُ لابن تيمية في شرح حديث النزول - مجموع الفتاوى (5/ 593): " وقد ذكر (أهل المقالات) أن أول من قال من الفلاسفة بقدم العالم أرسطو صاحب التعاليم الفلسفية؛ المنطقي والطبيعي والإلهي ".

والذي (أعقله) و (أفهمه) من هذا النص أن ابن تيمية ليس إلا ناقلاً عن (أهل المقالات)، ليس هو المنشىءُ المخترعُ للقول المذكور!

فحينئذ من أراد الاعتراض على أن: ((أرسطو أول قائل بقدم العالم))، فليعترض على قائل هذا القول، لا على ناقله!!

فنصبُ الخلاف مع ابن تيمية في هذه المسألة بأن يقال في العنوان: ( ... خلافًا لشيخ الإسلام ابن تيمية) (قلةُ فهم) من صاحب هذا العنوان.

فإذا انتقلنا إلى قول (المعترض): " وتابعه ابن القيم ".

ثم رأينا أن ابن القيم يقول بصريح العبارة في كلامه الذي نقله عنه:" والأساطين قبله كانوا يقولون بحدوثه وإثبات الصانع ومباينته للعالم وأنه فوقالعالم وفوق السموات بذاته كما حكاه عنهم أعلم الناس في زمانه بمقالاتهم أبو الوليد بن رشد في كتابه مناهج الأدلة "

وأترك للقارىء الحكم: هل يجوز لمن هو في هذه الدرجة من الفهم أن يمارس النقد والاعتراض أم لا يجوز!!

إلا أن يكون (أبو الوليد ابن رشد) – عنده - اسماً آخر (لأبي العباس ابن تيمية)!!

فإذا نظرنا في أول مبرارته لاعتراضه: " أن ((الفاسفة)) الدوريين (الدهرية) يقولون بقدم العالم وهم سابقون لأرسطو ".

وهذا الاعتراض يعلم سخافته من هو دون ابن تيمية في المعرفة بأقول الفلاسفة بكثير، فأنا - مع قلة علمي بمقالات الفلاسفة -: فإنني أعلم أن (الدهرية) طائفة من الفلاسفة جاحدة للصانع، وحينئذ فقولهم بقدم العالم أمر حتميٌّ، فمن جحد - من الفلاسفة - الصانع فهو - ولا بد - قائل بقدم العالم، وهذا شيء يعلمه أغبى الأغبياء فكيف يظن المعترض أن ابن تيمية يجهله فيتعقبه قائلاً (متفاصحاً): " أن الفاسفة الدوريين (الدهرية) يقولون بقدم العالم وهم سابقون لأرسطو "؟!

وقد قال ابن تيمية بعد صفحة واحدة من كلامه السابق: " فلهذا لا يوجد في عامة كتب الكلام المتقدمة القول بقدم العالم، إلا عمن ينكر الصانع "!!!.

وبهذا يعلم أن تبجح (المعترض) وتباهيه بمعرفة الفلسفة - الذي أملَّنَا منه (1) في أكثر من موضع -ليس إلا جعجعة دون طحن!!


(1) فهو يقول عن الأخ (خزانة الأدب): " ناهيك! عن كون صاحبك المشار إليه لم يقدم لنا دليلا واحدًا على كونه متقعدا مما نحن بصدده وكذلك لم نر له كتبًا ولا مقالات تدل على ذلك ..
وهو عندي مجهول حتى في الذكورة والأنوثة وهذا من باب حكاية الواقع لا التهكم ".
أقول: فلعل هذا المقال يدل على (تقعُّدك) فعلاً، لكنه التقعد في (قلة الفهم)!!
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير