تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أدعياء النبوة والوحي والفضيحة الحتمية]

ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 12:27 ص]ـ

قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر

الحق لا يشتبه بباطل، إنما يموه الباطل عند من لا فهم له.

هذا في حق من يدعي النبوات، و في حق من يدعي الكرامات.

أما النبوات فإنه إدعاها خلق كثير ظهرت قبائحهم، و بانت فضائحم و منها ما أوجبته خسة الهمة و التهتك في الشهوات، و التهافت في الأقوال و الأفعال

، حتى افتضحوا.

فمنهم الأسود العنسي

، إدعى النبوة و لقب نفسه ذا الحمارة، لأنه كان يقول: يأتيني ذو الحمار. و كان أول أمره كاهناً يشعوذ فيظهر الأعاجيب. فخرج في أواخر حياة النبي صلى الله عليه و سلم فكاتبه مذحج و نجران و أخرجوا عمرو بن حزم و خالد بن سعيد صاحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم، و صفا له اليمن، و قاتل شهر بن باذان فقتله و تزوج إبنته فأعانت على قتله فهلك في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بان للعقلاء أنه كان يشعبذ.

و منهم مسيلمة

، إدعى النبوة و تسمى رحمن اليمامة، لأنه كان يقول: الذي يأتيني رحمان.

فآمن برسول الله صلى الله عليه و سلم و ادعى أنه قد أشرك معه، فالعجب أنه يؤمن برسول و يقول إنه كذاب. ثم جاء بقرآن يضحك الناس، مثل قوله: يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء و أسفلك في الطين، و من العجائب شاة سوداء تحلب لبنا أبيض. فانهتك ستره في الفصاحة.

ثم مسح بيده على رأس صبي فذهب شعره. و بصق في بئر فيبست.

و تزوج سجاح التي إدعت النبوة فقالوا: لا بد لها من مهر، فقال: مهرها أني قد أسقطت عنكم صلاة الفجر و العتمة.

و كانت سجاح هذه قد إدعت النبوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم، فإستجاب لها جماعة فقالت: أعدوا الركاب، و إستعدوا للنهاب، ثم أعبروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، فقاتلوهم.

ثم قصدت اليمامة فهابها مسيلمة فراسلها و أهدى لها فحضرت عنده فقالت: إقرأ علي ما يأتيك به جبريل.

فقال: إنكن معشر النساء خلقتن أفواجاً، و جعلتن لنا أزواجأً،. فقالت: صدقت أنت نبي.

فقال لها: قومي إلى المخدع، فقد هيىء لك المضجع، ,.وزنى بها فافتضحت عند العقلاء من أصحابها، فقال منهم عطارد بن حاجب:

أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها و أصبحت أنبياء الناس ذكراناً

فلعنة الله رب الناس كلهم على سجاح و من بالإفك أغواناً

أعني مسيلمة الكذاب لا سقيت أصداؤه من رعيت حيثما كانا

ثم أنها رجعت عن غيها و أسلمت، و ما زالت تبين فضائح مسيلمة حتى قتل.

و منهم طليحة بن خويلد

، خرج بعد دعوى مسيلمة النبوة و تبعه عوام و نزل سميراً، فتسمى بذي النون، يقول: إن الذي تأتيه يقال له ذو النون.

و كان من كلامه: إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم و لا قبح أدباركم شيئاً فأذكروا الله أعفة قياماً.

و من قرآنه: و الحمام و اليمام، و الصراد الصوام، ليبلغن ملكنا العراق و الشام

.

تبعه عيينة بن حصين

، فقاتله خالد بن الوليد.

فجاء عيينة إلى طليحة فقال: و يحك أجاءك الملك؟ قال: لا، فارجع فقاتل، فقاتل.

ثم عاد، فقال: أجاءك؟ فقال: فقال: لا، فعاد فقاتل.

ثم عاد، فقال: أجاءك؟ قال: نعم.

قال: ما قال لك؟ قال: قال إن لك جيشاً لا تنساه.

فصاح عيينة: الرجل ـ و الله ـ كذاب.

فانصرف الناس منهزمين، و هرب طليحة إلى الشام، ثم أسلم وصح إسلامه و قتل بنهاوند

.

و ذكر الواقدي: أن رجلاً من بني يربوع يقال له جندب بن كلثوم

، كان يلقب كرداناً، إدعى النبوة على رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان يزعم أن دليله على نبوته أنه يسرج مسامير الحديد و الطين. و هذا لأنه كان يطلي ذلك بدهن البيلسان فتعمل فيه النار.

و قد تنبأ رجل يقال له كهمش الكلابي، كان يزعم أن الله تعالى أوحى إليه: [يا أيها الجائع، إشرب لبناً تشبع، و لا تضرب الذي لا ينفع، فإنه ليس بمقنع]. و زعم أن دليله على نبوته أنه يطرح بين السباع الضارية فلا تأكله، وحيلته في ذلك أنه يأخذ دهن الغار و حجر البرسان و قنفدا محرقاً و زيد البحر و صدفاً محرقاً مسحوقاً و شيئاً من الصبر الحبط فيطلي به جسمه، فإذا قربت منه السباع فشمت تلك الأرياح و زفورتها نفرت.

و تنبأ بالطائف رجل يقال له أبو جعوانة العامري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير