بين الجنسين، وهدفهم أن يشبعوا غرائزهم من فعل الفواحش ونيل المشتهيات، ونقول: متى سمعت السب والعيب لعلماء الدين، فعليك أن تناقشهم وتجعل المرجع كتاب الله وتفسيره للعلماء المتقدمين كـ عبد الرزاق و ابن جرير و ابن أبي حاتم و ابن كثير وكذلك صحيح البخاري و مسلم والسنن الأربعة وشروحها، فإن الذين يتحاكمون إليها هم أهل السنة، والذين يطعنون فيها هم أهل البدع.
وأما الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- فإنه ما أتى بمذهب جديد، وإنما دعا إلى التوحيد وإلى العقيدة السليمة، ولهذا لم يستطع أحد الرد على كتابه (ثلاثة الأصول) ولا على كتابه (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) فمن أنكر عليه فإنه يسأل هل هذه الأحاديث فيها مطعن أو فيها كذب ولا يستطيع أن يجد إلى ذلك سبيلًا، وهكذا رسائل الشيخ ابن باز أو ابن عثيمين -رحمهما الله- لا يستطيعون أن يجدوا فيها مطعنًا في باب الاعتقاد، وهكذا الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- فإنه محدث وعالم كبير وإن كان قد أخطأ في مسألة حجاب النساء نظرًا إلى مجتمعه، وأخطأ في عدم تكفير تارك الصلاة، ولكنه مجتهد وله أجره، وقد رد عليه كثير من العلماء وبينوا وجوب ستر المرأة وجهها أمام الأجانب، وبينوا كفر تارك الصلاة عنادًا.
وأما ربيع المدخلي والشيخ النجمي فإنهما من العلماء السلفيين إن شاء الله، ولكن قد ظهر منهما شيء من المخالفة لبعض المشايخ، فأظهرا الطعن في الإخوان المسلمين بـ مصر رغم أنهما قبل عشر سنين أو خمس عشرة سنة كانوا من الذين يمدحون الإخوان المسلمين، ويترحمون عليهم، فنقول: إن الواجب على الجميع النصيحة لمن يخالفه، والاشتغال بانتقاد الكثير من المبتدعة الأحياء كـ ابن علوي وكذا التحذير من دعاة البدع كالرافضة والمعطلة، وعدم الاشتغال بالبحث عن أخطاء أولئك الذين ماتوا بعد أن قاموا بالدعوة إلى الله تعالى وهدى الله على أيديهم خلقًا كثيرًا في مصر وغيرها.
وأما الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- فإنه من علماء أهل السنة، وقد نفع الله بعلومه، وقد ألف مؤلفات تدل على نصحه وقوة معلوماته، فعليك أن تظهر الحق وتعمل به، ولا حاجة بك إلى الكتب المتجددة، فننصحك ألا تقتني كتاب (المحجة البيضاء)، ولا كتاب (الرجل والمنهج) و لا كتاب (المورد العذب الزلال) فإنها تناقش أخطاءً ليست صحيحة، وأما كتب الشيخ بكر أبي زيد وكتاب مقبل الوادعي وكتاب البيان لـ ابن فوزان فلا بأس بها، وننصحك أن تقتني كتب العلماء المتقدمين ككتاب السنة لـ ابن أبي عاصم و (السنة) لـ الإمام أحمد و (الرد على الزنادقة) لـ الإمام أحمد والرد على الجهمية لـ الدارمي و (شرح السنة) لـ البربهاري و (متن العقيدة الطحاوية) لـ الطحاوي ونحوها من كتب العقيدة، وهي متوفرة في المكتبات الكبيرة في مصر وفي المملكة ولعلها توجد في الجزائر وغيرها.
وأما كتاب (عمدة الأحكام) و (بلوغ المرام) و (منتقى الأخبار) و (نخبة الفكر) و (علوم الحديث) لـ ابن الصلاح ومتن الورقات وروضة الناظر وتفسير الفرائض والفوائد الجلية وكشف الشبهات والواسطية والحموية والتدمرية والآجرومية، فكلها كتب مشهورة، ولك أن توكل من يشتريها لك من مصر فإنها متوفرة هناك بأثمان رخيصة.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
و هذا رابط الموضوع:
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=4356&parent=4147
تجريح العلماء وتتبع عثراتهم
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول السائل: "صار همّ بعض الشباب الكلام في العلماء والتجريح وتتبع عثراتهم حتى أنهم يطلقون على البعض أنه كذا أو كذا؟
الجواب
المقصود أن على المسلم أن يحرص على عمله، وأهم ما على الإنسان نفسه، وما يخلصها وينجيها، ويترك الكلام في الآخرين؛ فأعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وهذا ملاحظ بعض الناس إذا اختلفت معه في وجهة نظر انقلبت جميع الحسنات سيئات، ولا يقبل منك صرفاً ولا عدلاً.
يا أخي هذه وجهة نظر، يمكن هو المصيب وأنت المخطئ، ويبقى أن الإسلام -ولله الحمد- فيه شيء من السعة، وفيه مجال للاجتهاد إلا ما وردت فيه النصوص، والإنسان مأجور على اجتهاده ولو أخطأ -ولله الحمد-، وهذا من سعة رحمة الله -عز وجل-.
فالمسلم عليه أن يحرص على المحافظة على أعماله الصالحة التي سعى في جمعها، ولا يكون مفلساً، فالمفلس من يأتي بأعمال في روايةٍ: ((كالجبال)) صلاة وصيام وصدقة وبر وأمر بمعروف ونهي عن المنكر، ثم يوزعها يعطي فلان وفلان وفلان وعلان ((فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإذا انتهت الحسنات يضاف إليه من سيئاتهم)) -نسأل الله السلامة- الحديث الصحيح، والله المستعان.
على كل حال أعراض المسلمين -كما قرر أهل العلم- حفرة من حفر النار، فليتقِ الله -سبحانه وتعالى- طالب العلم على وجه الخصوص، ولا يجعل نفسه حكماً على العباد.
والجرح والتعديل بالنسبة للرواة على خلاف الأصل؛ لأن الأصل المنع، لكن العلماء أجازوه -بل أوجبوه- للضرورة الداعية إليه، فلولا الجرح والتعديل لم يعرف الصحيح من الضعيف، لكن ما الداعي إلى أن يقال: فلان وفلان وفلان؟
لا مانع أن ينبه الإنسان على الخطأ، وأن يقال: فعل كذا خطأ، منهج شيخ الإسلام -رحمه الله- التشديد على البدع وأهلها، والرد على المبتدعة بقوة، وتفنيد أقوالهم، لكن إذا جاء للأشخاص وهم متلبسون بهذه البدع التمس لكثير منهم الأعذار.
فرق بين أن تتكلم عن الفكرة وأنها مخالفة للشرع بدليل كذا وكذا هذا إذا كان في أدلة أما إذا كانت وجهات نظر فتبيّن رأيك ولا تفرضه على أحد، والله المستعان.
انتهى
¥