تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد كتبت الحيدة بعده ونشرت علي الملأ؛ قال اليافعي في حوادث سنة 420هـ " وفيها وقع برد عظيم إلى الغاية في الواحدة أربعة أرطال بالبغدادي، حتى قيل إن بردة وجدت تزيد على قنطار، وقد نزلت في الأرض نحواً من ذراع، وذلك بأرض النعمانية من العراق، وهبت ريح لم يسمع بمثلها، قلعت الأصول الغائبة من الزيتون والنخيل. وفيها جمع القادر بالله كتاباً، فيه وعظ ووفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقصة ما جرى لعبد العزيز صاحب الحيدة بفتح الحاء والدال المهملتين وسكون المثناة من تحت بينهما وفي آخره هاء مع بشر المريسي، والرد على من يقول بخلق القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسب الرافضة، وغير ذلك " انتهى

وبسبب هذا انتشرت بين الناس وتصرف كل فيما وقع له من كتاب وتنوعت النسخ وتفرقت الكتب وهذا شأنه شأن غيره من الكتب وعلي الجهابذة اهل التحقيق تمييز الغث من الثمين كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية فيما سنبينه بعد ونلمحه إليه هاهنا إلماحاً قال شيخ الإسلام ابن تيمية ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2)):" قال عبد العزيز: فقلت لبشر: ألست تقول: إن الله كان ولا شيء وكان ولما يفعل شيئا ولما يخلق شيئا؟ قال: بلى فقلت: فبأي شيء حدثت الأشياء بعد أن لم تكن شيئا؟ أهي أحدثت نفسها أم الله أحدثها؟ فقال: الله أحدثها فقلت له: فبأي شيء حدثت الأشياء إذ أحدثها الله؟ قال: أحدثها بقدرته التي لم تزل قلت له: إنه أحدثها بقدرته كما ذكرت أفليس تقول: إنه لم يزل قادرا؟ قال: بلى قلت له: فتقول: إنه لم يزل يفعل؟ قال: لا أقول هذا قلت له: فلا بد أن يلزمك أن تقول: أنه خلق بالفعل الذي كان عن القدرة وليس الفعل هو القدرة لأن القدرة صفة لله ولا يقال لصفة الله هي الله ولا هي غير الله فقال بشر: ويلزمك أنت أيضا أن تقول: إن الله لم يزل يفعل ويخلق وإذا قلت ذلك فقد ثبت أن المخلوق لم يزل مع الله قال عبد العزيز: فقلت لبشر: ليس لك أن تحكم على وتلزمني مالا يلزمني وتحكي عني ما لم أقل إني لم أقل: (إنه لم يزل الخالق يخلق ولم يزل الفاعل يفعل) ليلزمني ما قلت وفي نسخة أخرى: (وإنما قلت إنه لم يزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة الله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) " انتهى فأثبت من نسخة ما ليس في أخري.

وقال أيضاً ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3)) :" قال له عبد العزيز: (إنما قلت: الفعل صف لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) وفي نسخة أخرى زيادة على ذلك: (إنما قلت: إنه لم يزل الفاعل سيفعل ولم يزل الخالق سيخلق لأن الفعل صفة لله) وهذه الزيادة لم تتقدم في كلام عبد العزيز فإما أن تكون ملحقة من بعض الناس في بعض النسخ أو يكون معنى الكلام: إنما قولي هذا وإنما قلت إني إنما اعتقدت والتزمت هذا أو يكون المعنى: إنما أقول وأعتقد هذا والأشبه أن هذه الزيادة ليست من كلام عبد العزيز فإنها لا تناسب ما ذكره من مناظرته المستقيمة ولم يتقدم من عبد العزيز ذكر هذا الكلام ولا ما يدل عليه بخلاف قوله: (إنما الفعل صفة لله والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) فإن هذا كلام حسن صحيح وهو لم يكن قد قاله ولهذا لم يقل: إني قلت ذلك ولكن قال: هذا هو الذي يجب أن يقال وهو الذي يلزمني أن أقوله لأني بينت أن المخلوق لا يكون إلا بفعل عن قدرة الله والفعل قائم بالله ليس هو مخلوقا منفصلا وهذا مراده بقوله: (إنه صفة) لم يرد بذلك أن الفعل المعين لازم لذات الله تعالى لأنه قد قال: (والله يقدر عليه ولا يمنعه منه مانع) " انتهى

وهذا دليل علي تصرف النساخ في الكتاب والذي لم يراعه من حققه ولذا تحتم تبيين ذلك كما سيأتي في موضعه وهذا من أوسع العذر للكناني فيما لعله أخطأ فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير