تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: أن المناظرة لم تقع أصلاً وهذا مدفوع عن قوة لإجماعهم علي وقوعها. و قال الألباني – رحمه الله -:" ووجه استبعاد المصنف كتاب "الحيدة": أنه يشتمل على مناظرات أقيمت فيها الحجة لتصحيح مذهب أهل السنة عند المأمون، والحجة [في] قول صاحبها، فلو كان الأمر كذلك؛ ما كان المأمون يرجع إلى مذهب الجهمية، ويحمل الناس عليه، ويعاقب على تركه، ويهدد بالقتل وغيره، كما هو معروف في أخباره في كتب المحنة" انتهى

قلت: وهذا تعليل ابن حجر وغيره، و ليس بشيء وإن كان ظاهره أنه ذو بال فكم خصم المعتزلة أمام المأمون وغيره ولم يَحُلْ ذلك عن ما ابتدره من إذكاء الفتنة يدري ذلك من طالع تلك الأخبار وتتبعها تتبعاً حثيثاً.

بل إن المأمون نفسه بعد تلك المناظرة عارض الكناني وهدده وتوعده وقام وقعد وضجر وزعر ليقول الكناني بمقالته الفاسدة فلم يجد ذلك شيئاً؛ قال ابن بطة في الإبانة:" قال أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو: وأخبرني العطاف بن مسلم، عن هؤلاء المسلمين، في صدر هذا الكتاب، وعن غيرهم، من أصحاب المكي: أن عبد العزيز، قال: «اجتمعت مع أمير المؤمنين بعد هذا المجلس فجرت بيني وبينه مناظرات كثيرة، فقال لي بعدما جرى بيننا: ويحك يا عبد العزيز، قل: القرآن مخلوق، فوالله لأوطأن الرجال عقبك، ولا نوهن باسمك، فإن لم تقل، فانظر ما ينزل بك مني»، فقلت: يا أمير المؤمنين إن القلوب لا ترد بالرغبة ولا بالرهبة، ترغبني فتقول: قل حتى أفعل بك، وإن لم تفعل، انظر ماذا ينزل بك مني، فيميل إليك لساني ولا ينطق لك قلبي، فأكون قد نافقتك يا أمير المؤمنين. فقال: ويحك، فبماذا ترد القلوب؟ قال: قلت: بالبصائر يا أمير المؤمنين، بصرني من أين القرآن مخلوق؟. فقال لي: صدقت " انتهى

وكم خصم المأمون وزبانيته وقضاته وغلبوا وانقلبوا بالندامة والخزي ولم يخمد ذلك من الفتنة ولم يرفع من المحنة وخبر الكناني علي روعته الظاهرة لا يستبعد حصول مثله وزيادة من غيره من متكلمة أهل السنة في زمنه الذين أقضوا مضاجع المعتزلة وتابعيهم؛ قال الجاحظ في (خلق القرآن):" .... وأن متكلمي الحشوية والنابتة قد صار لهم بمناظرة أصحابنا، وبقراءة كتبنا بعض الفطنة " اهـ

وأما اعتراض السبكي فبأمور:

أحدها: أن الكتاب لا يصح إسناده وحكاه عن الذهبي وقد مر وسيأتي تفصيله.

الثاني: أن فيه أموراً مستشنعة.

الثالث: أن الكتاب ربما وضع علي الكناني دون علمه.

والجواب عن الإسناد يساق هذا المساق:

· إسناد الكتاب ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4)) : قرأت على أبي عمر أحمد بن خالد في ربيع الآخر عام اثنين وخمسين وثلاثمائة، حدثنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبد الله السماك ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)) قال فنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أزهر بن حسين القطايعي ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6))، قال: حدثني أبو عبد الله العباس بن محمد بن فرقد، قال: حدثني أبي محمد بن فرقد بهذا الكتاب من أوله إلى آخره، قال: قال عبد العزيز بن مسلم الكناني ..... إلخ

· إسناد آخر: قال الإمام ابن بطة العكبري في الإبانة الكبري له: باب ذكر مناظرات الممتحنين بين أيدي الملوك الجبارين الذين دعوا الناس إلى هذه الضلالة * مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكي لبشر بن غياث المريسي بحضرة المأمون * أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)) ، قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة رضي الله عنه إجازة، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)) قال: حدثنا أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو النزلي، قال: حدثني أبو القاسم العطاف بن مسلم، قال: حدثني الحسين بن بشر ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)) ، ودبيس الصائغ، ومحمد بن فرقد، قالوا: قال لنا عبد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير