[ما صحة هذا القول في السحر]
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[17 - 02 - 10, 08:06 ص]ـ
أن السحرة لا يغيرون حقائق الأشياء، وإنما يقومون بأعمال تؤثر على أعين الناس وتوهمهم أن الأمور قد تغيرت حقيقتها كما حصل مع حبال السحرة فقد تخيل المشاهدون بأنها اصبحت حيات تسعى مع انها بقيت حبال وأن السحر مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع، هل هذا الكلام صحيح؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[17 - 02 - 10, 01:08 م]ـ
الكلام غير صحيح بهذه الصورة
فقد ذهب الجمهور إلى أن السحر ثابت وله حقيقة، ... وعلى هذا أهل الحل والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع. [1]
قال القرافي: "السحر له حقيقة، وقد يموت المسحور أو يتغير طبعه وعاداته، وإن لم يباشره، وبه قال الشافعي وابن حنبل " [2]، وخالف في هذا بعض الشافعية، والحنفية، وابن حزم. [3]
والتحقيق أن يقال: أن من السحر ما هو حقيقة، منه ما هو تخييل [4]، وسيأتي بيانه في أنواع السحر.
من الأدلة على حقيقة السحر:
• قال تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة: 102].
فإذا لم يكن للسحر حقيقة، فماذا يُعلمون؟ وماذا يتعلم الناس؟ ويكفي في الدلالة على المطلوب تصريح النص القرآني بأن الساحر يُفرق بين المرء وزوجه، وأنه يضر بسحره الناس. [5]
• قال تعالى (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) [الفلق:4] والنفاثات في العقد الساحرات اللواتي يعقدن في سحرهن، وينفثن عليه، فلولا أن للسحر حقيقة لما أمر الله بالاستعاذة منه. [6]
• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَتْ: حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ -أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ- دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ دَعَا ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ -أَوْ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي-: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟
قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ. قَالَ: وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ".
قَالَتْ: فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ. قَالَ: "لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللَّهُ وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا، فَأَمَرْتُ بِهَا فَدُفِنَتْ". [7]
• استدل القرافي بالإجماع، فقال: "وكان السحر وخبره معلومًا للصحابة –رضوان الله عليهم- وكانوا مجمعين عليه قبل ظهور القدرية" اهـ. [8]
ذكر بعض العلماء [9] أنواع السحر وأوصلوها إلى ثمانية، ومن أشهرها:
1 - الاستعانة بالأوراح الأرضية:
¥