تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أي تسخير الجن واستخدامهم، والجن المذكورون قسمان: مؤمنون وكافرون، وهم الشياطين.

2 - عبادة الكواكب:

وهو سحر الكلدانيين والكسدائيين، الذين كانوا يزعمون أن الكواكب هي المدبرة لهذا العالم، ومنها تصدر الخيرات والشرور، والسعادة والنحوسة، وهم الذين بعث الله –تعالى- إبراهيم –عليه السلام- مبطلاً لمقالتهم ورادًا عليهم.

3 - الأوهام والنفوس القوية:

يستدل على تأثير الوهم بأن الإنسان يمكنه أن يمشيي على الجسر الموضوع على وجه الأرض، ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدودًا على نهر ونحوه. وما ذاك إلا أن تخيل السقوط متى قوي أوجبه.

واجتمعت الأطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الأشياء الحمر، والمصروع عن النظر إلأى ألشياء القوية اللمعان والدوران؛ وما ذاك إلا أن النفوس خلقت مطيعة للأوهام.

4 - التخيلات والأخذ بالعيون:

مبنى هذا النوع على أن القوة الباصرة قد ترى الشيء على خلاف ما هو عليه في الحقيقة لبعص الأسباب العارضة؛ ولأجل هذا كانت أغلاط البصر كثيرة. ألا ترى أن راكب السفينة إذا نظر إلى الشط رأى السفينة واقفة والشط متحركًا.

فالشعبذة الحاذق يظهر عمل شيء يذهل أذهان الناظرين به، ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استغرقهم الشغل بذلك الشيء بالتحديق ونحوه؛ عمل شيئًا آخر عملاً بسرعة شديدة، وحينئذٍ، يظهر لهم شيء غير ما انتظروه فيتعجبون منه جدًا، ولو أنه سكت ولم ينكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد عمله، ولم تتحرك النفوس إلأى ما يريد إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله.

مثاله: "سحر سحرة فرعون"؛ فهو تخييل وأخذ بالعيون كما دل عليه قوله تعالى (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه:66] فإطلاق التخييل في الاية على سحرهم نص صريح في ذلك. وقد دل على ذلك أيضًا قوله تعالى (قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 116]، لأن إيقاع السحر على أعين الناس في الآية يدل على أن اعينهم تخيلت غير الحقيقة الواقعة، والعلم عند الله تعالى.

5 - الاستعانة بخواص الأدوية:

بعض السحرة والذين يدَّعون القدرة على فعل الأمور الخارقة يستخدمون خواص المواد التي خلقها الله مما عرفوا خواصه، ولم يعلمه بقية الناس.

فمن ذلك دخول بعض هؤلاء النار، حيث يدهنون جلودهم بمواد لها خاصية مقاومة للنار، ويلبسون ثيابًا لا تحرقها النيران.

وقد يجعلون في طعام من يزعمون أنهم سحروهم أو آذوهم بطريق السحر بعض الأدوية أو الأشربةالتي تغير مزاج الإنسان، وقد تبلد عقله وتمرض جسده، فمثلاً إذا أكل الإنسان دماغ حمار تبلد عقله وقلت فطنته.

مثاله: دعوى طائفة الرفاعية أن لهم أحوالاً يدخلون بها النار. وأن أهل الشريعة لا يقدرون على ذلك. فعزم شيخ الإسلام على دخول النار معهم بشرط أن يغسلوا أجسامهم قبلها بالخل والماء الحار، لأنهم كانوا يطلون جسومهم بأدوية يصنوعونها من دهن الضفادع، وباطن قشر النازج، وحجر الطلق، وغير ذلك من الحيل المعروفة لهم. [10]

حكم تعلم السحر واستعماله: [11]

اختلف العلماء فيمن يتعلم السحر ويستعمله، فقال بعضهم: إنه يكفر بذلك، وهو قول جمهور العلماء منهم مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم. وروي [12] عن أحمد ما يدل على أنه لا يكفر.

وعن الشافعي أنه إذا تعلم السحر قيل له: "صف لنا سحرك؛ فإن وصفَ ما يستوجب الكفر، مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعةِ، وأنها تفعل ما يُلتمس منها؛ فهو كافرٌ، وإن كان لا يوجب الكفر؛ فإن اعتقد إباحته كَفَرَ"اهـ. [13]

والتحقيق في هذه المسألة هو التفصيل؛ فإن كان السحر مما يُعظم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤذي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع. ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت.

وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من الدهانات وغيرها، فهو حرام حرمة شديدة ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر. [14]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير