تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، ففي صراع هذا البابا ضد نسطور بطريك القسطنطنية حول طبعية المسيح والإلهية بالطبيعة الإنسانية في شخص مولود العذراء الرب يسوع المسيح، وقنن هذا اللقب في مجمع أفسس المسكوني الثالث عام 431، ووضعه في صلاة رسمية أدخلها إلى طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وتسمى " مقدمة قانون الإيمان " وفي هذه الصلاة تقدم الكنيسة للعذراء ـ أولاً وقبل المسيح ـ التعظيم والتمجيد وبعد ذلك تقدم للمسيح التمجيد فقط دون التعظيم إلى أن قال صاحب المقالة: "وفي أخطر فصل في الكتاب (5)، والذي جاء تحت عنوان: ظهورات العذراء ومعجزاتها في ضوء الكتاب المقدس " يشير الكاتب إلى أنه من أكثر العوامل التي أدت إلى تأليه العذراء القديسة مريم عبادتها في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تلك الظهورات المنسوبة إليها، ويطرح الكاتب عدة تساؤلات مهمة ومن وجهة نظره

هل مثل هذه الظهورات والمعجزات تحدث بالفعل أم أنهاغ مجرد تخيلات، ولماذا تحدث دائماً أو غالباً في ظلام الليل؟!،

وهل وراءها استخدامات الأشعة الليزر والألعاب النارية كما يدعي البعض؟

ثم لماذا تكثر في الكنيسة الأرثوذكسية بالتحديد؟

وإذا كانت تحدث بالفعل فهل من الله أم من الشيطان؟

وهل يستطيع الشيطان أن يظهر على شكل القديسة مريم (6) العذراء أو أي قديس آخر أو ملاك أو نور ويعمل معجزات باسمها، وما هو الغرض من مثل هذه الظهورات؟

وهل تؤدي في النهاية لمجدذ الله والاقتراب إليه أم لمجد العذراء وتأليهها واللجوء إليها والاتكال عليها دون الله؟

ويستطرد الكاتب للإجابة على هذه الأسئلة قائلاً: إننا نؤكد أن الشيطان يستطيع أن يظهر على شكل ملاك أو نور أو قديس .... إلى آخر ما قال.

وأقول:

الذي يظهر أن هذه دعوات كاذبة، وعلى أي حال فإنهم يدّعون هذه الدعوى لتصحيح عقيدتهم وتأييدها، وهذا باطل بلا شك بالعقل والنقل، فكيف يقبل أي عاقبل أن رب العالمين جل وعلا كان في بطن امرأة من بنات آدم بين الدم واللحم والروث، وفي ظلمات الرحم، ويحتاج إلى أمه، ثم وضعته فكان يحتاج إلى لبنها ورعايتها، فهل يتصور عاقل أن رب العالمين جل وعلا يرضع من ثدي امراة، ويخرج منه ما يخرج من الأطفال، ثم بعد ذلك صار يأكل ويشرب ويلبس الثياب مع حاجته لذلك، تعالى الله عما يقولون علواً

قال الله عز وجل {ما المسيح ابن مريم إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون، قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم}

وقال قبلها: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل عبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار، لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم، أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم}

وقال تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً والله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير}

وقال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}

ويحسن بنا أن ننبه في هذا المقام على أنه لا يجوز لمسلم أن يشارك النصارى فيما يسمونه بعيد رأس السنة الميلادية، وذلك لأمرين:

أولهما: أن الاحتفال بعيد ميلاد أي مخلوق يعتبر بدعة، لأن هذا أمر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم أحداً من الأنبياء فعله، فمن من الأنبياء احتفل بمولد إبراهيم ولا موسى ولا غيرهما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير