تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدعوة الى الصوفية؟!! يماني أنموذجاً ..

ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 - 02 - 10, 09:19 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه، وبعد ..

فقد كتب معالى وزير الإعلام السابق د / محمد عبده يماني مقالاً في جريد الجزيرة يوم السبت 6/ 3/ 1431 هـ حول الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ..

وحيث أن الدكتور – وكعادته – دعا إلى الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام وكرر ذلك وشدد عليه .. بل أنه دعا إلى أشد من ذلك .. وهو تكرار هذا الاحتفال كل أسبوع؟!!

ولما كان من الواجب على طلبة العلم الرد عليه وبيان خطئه وشططه .. والرد على الشبه التي أثارها في مقاله ..

أقول مستعيناً بالله – تعالى – وأساله التوفيق والسداد ..

أولا: معالي الدكتور محمد مثقف واعٍ .. وأديب أريب .. ورجلٌ عرف بحب الخير والحرص عليه .. وله جهد مشكور في دعم الأعمال الخيرية .. ولكنه لم يعرف بالعلم الشرعي المؤصل .. وإنما هو قاري وكاتب ومثقف .... فهو ليس من المتخصصين في العلم الشرعي ..

لأن هناك فرق بين أن يكون الإنسان معروفاً بالعلم الشرعي والقدرة العلمية التأصيلة .. والملكة العلمية المشهودة - إي أنه لم يأخذ آتى العلم من بابه - وحصّل العلم بالطريقة العلمية المعروف عند أهل العلم .. وبين إنسان مثقف أو كاتب أو حتى داعية .. فبين هؤلاء والعالم عموم وخصوص مطلق ... فليس من لازم كون الكاتب والمثقف بل حتى الداعية والواعظ أن يكون عالماً .. فالعالم غير هؤلاء جميعاً .. ويصح أن يكون العالم داعيةً وواعظاً وكاتباً .. ولكن ليس من لازم الداعية ولا الكاتب ولا غيره أن يكون عالماً متبحراً في الشريعة ..

جاء في كتاب من كتاب:من هم العلماء؟

تأليف: الشيخ / عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم

قال الشيخ:

" إنّ من يستحق أن يطلق عليه لفظ العالم في هذا الزمن -وأقولها بكل صراحة- قليل جداًًََََّ، ولا نبالغ إن قلنا نادر، وذلك أنّ للعالم صفات قد لا ينطبق كثيرٌ منها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم.

فليس العالم من كان فصيحا بليغا، بليغا في خطبه، بليغا في محاضراته، ونحو ذلك، وليس العالم من ألف كتابا، أو نشر مؤلفا، أو حقق مخطوطة أو أخرجها؛ لأن وزْن العالم بهذه الأمور فحسب هو المترسب وللأسف في كثير من أذهان العامة، وبذلك انخدع العامة بالكثير من الفصحاء والكتاب غير العلماء، فأصبحوا محل إعجابهم، فتري العامّي إذا أسمع المتعالم من هؤلاء يُجيش بتعالمه الكذّاب يضرب بيمينه على شماله تعجبا من علمه وطَرَبَه، بينما العالمون يضربون بأيمانهم على شمائلهم حُزنا وأسفا لانفتاح قبح الفتنة. فالعالم حقا من تَوَلَّعَ بالعلم الشرعي، وألَمَّ بمجمل أحكام الكتاب والسنة، عارفا بالناسخ والمنسوخ، بالمطلق والمقيد، بالمجمل والمفسر، واطلع أيضا على أقاويل السلف فيما أجمعوا عليه واختلفوا فيه، فقد عقد ابن عبد البر رحمه الله تعالى في ”جامع بيان العلم وفضله“ 2/ 43 [بابا فيمن يستحق أن يسمى فقيها أو عالما، فليرجع إليه في الجزء] ..

أودت من هذا كله أن أبين نقطة في غاية الأهمية .. وهي أن سبب مانسمعه ونقرأه من الفتاوى الشاذة .. والآراء المنحرفة .. والدعوات الباطلة .. إنما هي بسبب صدورها عن أناس لم يعرفوا بعلم؟!! فوسكت هؤلاء لقل الخلاف .. كما قال الخليفة الراشد علىٌ -رضي الله عنه - لو سكت الجاهل لقل الخلاف!!

ثانياً: إن كل مسلم يتفق مع معالي الدكتور على أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، بل هي من أعظم أصول الإيمان ومسائل العقيدة، وتأتي في الدرجة الثانية بعد محبة الله تعالى، وبغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغض شيء مما جاء به ردَّة عن دين الإسلام .. .

كما نتفق كذلك مع معاليه على أن بيان هذا للناس أمر واجب ...

ولكن لابد وأن يكون ذلك الحب .. موافقاً للطريقة الشرعية .. والأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة .. بفهم السلف الصالح .. على ضوء العقائد المعتبرة عند أهل السنة والجماعة .. وهذا ما لم يقرره – وللأسف – معالي الدكتور .. وهذا هو بيت القصيد .. وهو سبب الخلل والزلل عند الكاتب وكل من يتنكب هذا المنهج العظيم ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير