ثالثاً: ما علاقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بابتداع الاحتفال في اليوم الذي يُقال: حتى يأتي معالي الدكتور ليقول: " وهذا اليوم الذي ولد فيه -صلى الله عليه وسلم- دون تحديد وقت محدد، بل يكون طوال العام وفي كل يوم اثنين، كما فعل -صلى الله عليه وسلم- " .. وحاول في مقاله أن يسوغ هذا الاحتفال .. دون أن يبرز دليلاً صحيحاً واحداً أو استدلالاً صحيحاً على ما قال .. سوى أنه - وكعادته هو وغيره من أرباب هذه البدعة - .. بدأ يثير العاطفة .. وأن هذا الأمر من أشد مظاهر المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم .. وكأن من لم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام ..
فهو لايحبه .. بل ربما أراد أن يقول أن ذلك من الجفاء في حقه .. وأن هذه طريقة الوهابية .. وغير ذلك من الأوصاف التي لم يصرح بها إن كان لمح بها .. غير أنه لايستطيع ذلك كونه في بلد هي راعية السنة .. وصاحبة المنهج السلفي .. وإلا ربما رينا وسمعنا العجب العجاب .. والسم الزعاف .. من الأوصاف والكلمات والتي تدل على حقدٍ شديد على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب [الوهابية زعموا] .. تلك الكلمات التي تتصدر مجالس الموالد والتي حضرها ويحضره معاليه .. بل ويدعوا اليها ..
ولست بصدد مناقشة الشبهات والأوصاف التي تكال لدعوة الشيخ؛ لأن هذا له موضع آخر، وقد نوقشت والحمد لله في أكثر من كتاب، وفيها رسائل علمية محكمة فليرجه إليها ..
رابعاً: أستغرب حرص معالي الدكتور على الدعوة إلى هذا الأمر .. فقد كرره في كتابه [لماذا لم يعبد محمد؟!] وكرره في القنوات الفضائية .. وهو يكرره .. ما الهدف من ذلك .. ولماذا يحرص على نشره في هذه البلاد والتي لم تعرف فيها هذه البدعة؟!
أخشى أن يكون هذا الأمر تمهيداً لنشر مذهب الصوفية المقيت .. ولذا فهو يحرص على كل أمر يحيي البدعة ويميت السنة!! ومن أواخر الطوام الدعوة لترميم مقبرة حواء في جدة .. ولا يشك من له أدنى معرفةٍ بعلم أن ذلك من أعظم أسباب التعلق بالقبور بل وعبادتها .. فالأمر خطير جداً .. ولابد من وقفة صادقة من أهل العلم .. خاصة سماحة المفتي العام حفظه الله .. وقفة في وجه هذه الدعوات الخطيرة من الدكتور وغيره من الدعاة والكتاب الذين يدعون إلى تعظيم الآثار والأماكن الدينية بزعمه .. أقول هذا لأن هناك أناس أخذوا على عاتقهم الدعوة إلى البدع .. وتجيد التصوف المنحرف .. والاستهزاء بمنهج السلف سواء تلميحاُ أو تصريحاً .. ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام خاصة القنوات الفضائية ..
ولذا رأينا كيف قامت قيامتهم .. يوم أن جاءت حلقة وحيدة غريبة في أحد القنوات عن القبورية؟!! فصاح القوم وضجوا .. وأخذوا يعتذرون لأهل القبور والتصوف خشية جرح مشاعرهم؟!!
والمصيبة الكبرى أن هؤلاء هم من بني جلدتنا .. ويتكلمون بألسنتنا .. وقد اغتر بهم بعض أهل العلم فضلاَ عن العامة!!!
رابعاً: وقفة مع حكم – الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام - ..
لقد كتب غير واحدٍ من أهل العلم في بيان بدعية هذا الأمر .. وبينوا فساد قول من دعا إليه وردوا عليهم ..
ولكن حتى لايظنٌ أحدٌ أنا لم نستطع بيان بطلانه .. أو الرد على الشبه التي ذكرها .. نذكر ذلك باختصار .. حتى لايطول المقام ..
فيقال هنا:
إن هذا الاحتفال بالمولد أمر مبتدع .. ويدل على بدعيته أدلة كثيرة منها:
أولاً: نسأل الدكتور وغيره من الدعاة إلى هذا الأمر .. هل شرع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاحتفال لأمته أو هو شيء محدث بعده؟
الجواب هو أمر محدث ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ".
إن النبي صلى الله عليه وسلم يامعالي الدكتور هو صاحب الشأن .. وع ذلك لم يحتفل بمولده في حياته .. بل ولم يأمر بذلك أحدا من الناس .. وهو المبلغ للدين .. ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله به الدين، قال سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ..
¥