وأول من سنّ وابتدع هذا الاحتفال هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية .. تلك الدولة التي انتسبت كذبًا وزورًا إلى فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم .. ففي القرن الرابع الهجري ابتدع الخليفة الفاطمي المعز العبيدي فكرة الاحتفال بالمولد النبوي .. وأحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى: مولدًا لعلي .. وآخر لفاطمة .. وثالثا للحسن والحسين .. ورابعا لمن يحكم من العبيديين .. ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى ..
والسؤال لماذا يحرص معالي الدكتور على أحيائه والدعوة إليه ..
ومن العجيب أن بعض زعماء الكفر من قادة الاستعمار كان حريصاً على أقامة هذه الموالد؟!!
فقد جاء في كتاب [مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس] للمؤرخ الجبرتي ص 26 مانصه " وفي يوم الثلاثاء 21 ربيع الثاني سنة 1213 عمل المولد الحسيني!! وكان العزم على تركه في هذا العام .. فقال بونابرته – يعني نابليون – ولماذا لم يعملوه؟!! " ..
فلماذا يهتم الكفار بمثل هذه الموالد؟!!!
وأما قول الدكتور: [خاصة وأنه -صلى الله عليه وسلم- قد اهتم بمولده واعتز به وبما كرمه الله فقال للصحابة عندما سألوه عن صيام يوم الاثنين (هذا يوم ولدت فيه).] …
فأقول هذه هي أعظم شبههم ..
والجواب عنها:
أنه لا وجه للاستدلال بذلك على أحياء المولد .. بل هو استدلال باطل من وجوه:
1 - أن فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم لايكون إلا بفهم الصحابة لقوله وفعله .. وأصحابه رضوان الله عليهم لم يفهموا من حث على صيام هذا اليوم مافهمه الدعاة إلى الموالد .. ولأن من أراد اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فليصم الاثنين من كل أسبوع .. أما إقامة احتفال في يوم واحد في العام ثأثرا باتجاهات منحرفة أرادت أن تحصر طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاطلاع على سيرته مرة واحدة في العام ..
والإسلام لا يريد هذا من أتباعه .. بل يريد منهم فعل الطاعات دائما والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع كل أذان يرفع يشهد فيه أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..
2 - أين الدلالة في الحديث على تخصيص يوم من السنة يحتفل فيه بالمولد، وهل كل يوم فضيل أتى الخبرُ ينصُ عليه يُسن الاحتفال فيه؟ بل على هذه القاعدة الباطلة سنحتفل بأيام كثيرة .. فهناك أيام فضيلة كثيرة فهل يسن فيها احتفال أيضاً كيوم الخميس .. ويوم النحر و القر مثلاً فقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر " .. أو أيام العشر من ذي الحجة أو ليلة القدر أو .......
3 - أن يوم الثاني عشر من ربيع الذي يعظمه من يحتفل بالمولد لا يكون دائماً في كل سنة يوم الاثنين، وعليه يكون فعلهم هذا بخلاف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو والله عين المخالفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على يوم من الأسبوع بعينه هو يوم الاثنين وهم اتخذوا الثاني عشر من ربيع يوماً من السنة الذي يدور من الأسبوع دورته!! كذلك لم يعرف الصيام يوم الثاني عشر من ربيع لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن غيره وهذا معناه أن السبب الداعي للصيام هو يوم الاثنين الذي اجتمعت فيه فضائل منها يوم مولده صلى الله عليه وسلم ومنها: أنه يوم ترفع الأعمال فيه كما جاء في حديث فسر فيه صلى الله عليه وسلم سبب صيامه له دون ذكر فضيلة أخرى فقال: {تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم}
ثانياً: هل فعله صحابته وخلفاؤه الراشدون الذين لا يساويهم أحد في محبته صلى الله عليه وسلم؟! وهل كانوا مقصرين في محبته حين لم يفعلوه؟!
لا؛ بل إنهم لم يفعلوه .. لأنه بدعة .. وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن البدع، وفعل البدعة معصية له صلى الله عليه وسلم، يتناقض مع محبته .. ولأن محبته تقتضي متابعته وترك ما نهى عنه .. .
فيا معالي الدكتور! كيف نعلم أولادنا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ندعوهم لمخالفته بفعل البدع؟! أليس هذا تناقضاً؟!
ليتك قلت: علموهم متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانهوهم عن مخالفته، وألزموهم بطاعته؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:
" مُروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع " ..
¥