مصيبتنا هي انشغال الناس بالمفضول عن الفاضل، وينسحب ذلك أيضا على من يحبون الإغراب على الناس بالقراءات والروايات (وإن كانت من العشر الصغرى أو الكبرى)، وهم لا يعلمون تفسير "الله الصمد"!! ولا يدركون أن فعلهم ذلك مظنة للتشكيك والأخذ والرد في كتاب الله عز وجل، وصدق سيدنا ابن مسعود: "إنك لست محدثا الناس بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
أخي الحبيب مالك الطيبي، لي ملاحظات على كلامك المقتبس أرجو أن يتسع لها صدر:
أولا: الإغراب ليس مختصا بالقراءات ولا الروايات فلا داعي لربط الإغراب بها، فحتى الحديث فيه غرائب كما ذكرت عن ابن مسعود، بل حتى في الفقه والعقائد غرائب تزعج العامة.
وأما الإمام ابن مجاهد رحمه الله فلم يأت للعامة ويقرأ عليهم بما يستغربونه حتى تذكر هذا الكلام، فلا أدري ما علاقة كلامك هذا بحادثتنا؟! هل تجد في إنكار ابن مجاهد على الفقيه إغرابا؟!
ثانيا: إذا اشتغل طالب العلم بالقراءات عدت له حسنة، وإذا جهل معنى ((الصمد)) عدت له سيئة، لكن لا يعلَّق هذا بهذا.
فلا نقول للمقرئ انس كل ما تعلمته حتى تتقن معاني الكلمات، ولا نقول له إنك آثم بتعلمك القراءات ما دمت جاهلا بمعاني الكلمات.
مع العلم بأن من الفقهاء ولا سيما المعاصرين منهم لا يحسنون الإعراب فضلا عن فهم كتاب الله! ومع ذلك لم نقل لهم ما قلته عن القراء.
ثالثا: الاشتغال بالقراءات ولا سيما في عصرنا هذا ليس مفضولا بل هو من فروض الكفاية وإلى الآن لم تحصل كفاية عندنا من القراء والحاجة بهم ملحة جدا، وأنا لا أتكلم عن الذين يقرؤون بالعشر الصغرى فهؤلاء كثر والحمدلله لكني أتكلم عن المتخصصين المعتنين بمعاني القراءات وتوجيهها ونشأتها وتاريخها وكل ما يتعلق بها، وهؤلاء تعدهم الأصابع ولذلك لم نجد اليوم من يتصدى للمستشرقين في طعنهم في القراءات إلا أناسا معدودين! مع العلم بأن المسألة حساسة فينبغي لعلماء الأمة الاهتمام بها حتى لا يغتر العوام بشبه أولئك الملحدة، حتى أني رأيت أحد طلبة العلم قد علقت في قلبه شبهة من بعض المستشرقين ولم يجد أحدا يزيلها عنه!
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:40 م]ـ
السلام عليكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[30 - 09 - 08, 04:56 ص]ـ
صدقت
وإلى الله المشتكى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 09 - 08, 12:25 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله و تقبل الله طاعتكم
ونسأل الله أن يرزقنا مخافته و الإخلاص له
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 08, 01:33 م]ـ
فلما افتتحت القراءة على رسم العامة، وقلت: " بسم الله الرحمن الرحيم "
فضلا ماذا فعل وماذا كان الصواب
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[30 - 09 - 08, 03:53 م]ـ
أَيّ وَرَبّي نَحْنُ في أمَسِّ الحاجَةِ إلى مِثْلِ هذا التَّوْبيخِ! فَلا تَكادُ تَرى مُتَمَكِّناً إِلاَّ ما رَحِمَ الله.
وَالشَّيْءُ بِالشَّيءِ يُذْكَرُ، فَقَبْلَ أيَّامٍ مَعْدوداتٍ كُنتُ في طَريقِيَ إلى السُّعودِيَّةِ فَتَوَقَّفْتُ لِلصَّلاةِ في إحْدى الإِسْتِراحاتِ، وَلَمَّا هَمَّ الإِمامُ بِالقِراءَةِ إذْ بي أسْمَعُ عُجَباً! نُطْقٌ سَقيمٌ وَأخطاءٌ وَاللهِ لا تَخفى عَلى طِفْلٍ!
نَسأَلُ اللهَ الهِدايَةَ لِلجَميعِ وَجوزيتَ الجَنَّةَ أخي الكَريم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 10 - 08, 06:19 ص]ـ
فضلا ماذا فعل وماذا كان الصواب
السلام عليكم
حياك الله و تقبل الله طاعتكم
ونسأل الله أن يرزقنا مخافته و الإخلاص له
الظاهر أنه قراء على طريقة لم يحقق فيها مخارج الحروف و صفاتها بل كما يقرأ عوام الناس و جأت من علم أو طالب علم يكون وقعها أشد
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[02 - 10 - 08, 06:30 ص]ـ
يقول الشيخ الموسوعي أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عفا الله عنه في كتيبه ((الحباء من العيبة غب زيارتي لطيبة)) [ص 54 الطبعة الأولى 1413هـ]
((زرتُ شيخ المقرئين أحمد الزيات ...
وأردتُ أن أسمعه شيئاً من تلاوتي ولم يرد أن يكسر خاطري برد حاسم فكان يردد: (تحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
قال ذلك، وهو يعلم مقصدي بأني أريد حمل إجازة في أسبوع!!
فتوسط لي عنده العلامة الشيخ سيبويه ...
وأشعره أن الغرض إجازة للبركة.
وظل الشيخ في هدوئه يردد: (يحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
فلما رأى الإلحاح مني ومن الشيخ سيبويه: وثب كالهزبر وصاح بأعلى صوته:
(ما ينفعش يا ابني، دا العلم أمانة)
فتضاءلت إلى ما دون علمي وليس ذلك لمجرد خجلي بل إعجاباً بعلم الرجل ودينه وأمانته
ولو كنت على كرسيه لجاملت ...
وعندما كنت ألح لم يدر بخلدي قط أن الشيخ السديس - وهو من أئمة القراء - قطع المواصلة معه.
ولم يدر بخلدي قط أن الشيخ الحذيفي - وهو من أئمة القراء أيضاً - واصل معه بعد شهرته سنوات، ولا أدري هل منحه الإجازة بالقراءات السبع أم لا؟! ...
وشطحت شطحةً عظيمة إذ أردت القراءة على مثل الشيخ الزيات، وكأنه قد غاب عن ذهني أن قراءتي قراءة العوام في نجد قبل جيل الصحوة
وعامة العلماء وطلاب العلم كانت قراءتهم قراءة العوام ...
هكذا كنا يومها لا نعرف قراءات ولا مخارج حروف ولا تجويد ...
وإن بقي في العمر بقية، وفي الدنيا فسحة فأملي مواصلة التلاوة لدى الشيخ الزيات رغم ضعف حبالي الصوتية ورغم عدم صلاحيتي إماماً مقرئاً في مسجد يقصد، وإنما هدفي التمتع بنعمة علم حرمنا من أيام الطلب.)) انتهى بتصرف
¥