تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - أن إثبات قدم نوع المخلوقات هو من لوازم إثبات صفات الله-تعالى-الاختيارية وبخاصة المتعدية منها، ومن لم يثبت ذلك لزمه أن يكون الله معطلاً عن هذه الصفات في وقت من الأوقات، وهذا يرده ما تقدم من الأدلة الدالة على قدم نوع هذه الصفات.

2 - أنه لا محذور من إثبات قدم نوع المخلوقات مع إثبات حدوث أفرادها، وإنما المحذور هو إثبات قدم شئ من هذه الأفراد.

وقبل أن أختم الجواب ألخص المسألة بشيء من التفصيل.

الأقوال في مسألة التسلسل:

القول الأول: وهو من أبطل الأقوال أنه لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل، وهذا قول الجهم بن صفوان، والعلاف من المعتزلة وقد انفردا به وهو قول شاذ حتى عند جميع أهل الملل، والفلاسفة، واليهود، والنَّصارَى، فلم يقولوا: بأن الحوادث لا تدوم لا في الماضي ولا في المستقبل، وينبني عليه أن الله لم يكن خالقاً، ولا متكلماً، ولا فعالاً لما يريد في زمن من الأزمان، ثُمَّ حدث له ذلك - كما يقولون - فانتقل الأمر من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي، ومن ذلك قولهم: إن الجنة والنَّار تفنيان، وعالم الملأ الأعلى يفنى.

والقول الثاني: يمكن دوامها في المستقبل الذي لا آخر له، ويسمى الأبد، ولا يمكن دوام نوع الحوادث في -الزمن الذي لا أول له- الأزل.

وهذا قول جمهور المتكلمين، يقولون: لم يكن الله في الماضي خالقاً، ولا رازقاً، ولا مُحيياً، ولا مميتاً؛ لأنه لم يكن هناك خلق يخلقهم، ولا يرزقهم، ولا يحييهم أو يميتهم قبل أن توجد هذه الحوادث، وأما في المستقبل فالإمكان وارد؛ لأن أهل الجنة وأهل النَّار يبقون أبد الآبدين ولا يفنون.

القول الثالث: وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو أن أنواع الحوادث دائمة على طرفي الزمان بحسب الماضي والمستقبل، وهناك فرق بين هذا القول وبين قول الفلاسفة فإنهم يقولون: إن الكون أو بعضه، أو الأفلاك، أو العقول العشرة التي سماها أفلاطون، وما أشبه ذلك، قديمةٌ كقدم الله تعالى، ويسمونه واجب الوجود أي: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

إن الأفلاك أو العقول أو هذا الكون المشهود إذا قيل: إنه لا أول له، هو كفر، وتكفر به الفلاسفة، ومنهم: ابن سينا والفارابي وأمثالهم.

وأما أهل السنة فإنهم لا يتكلمون عن عين من أعيان المخلوقات، فلا يقولون: العرش قديم، ولا القلم قديم أي أزلي، وإنما يقولون: الجنس -جنس الحوادث- وأما الأعيان فكل مخلوق بذاته فهو مخلوق خلقه الله بوقت ما، وسيفنيه متى شاء.

هذه هي خلاصة المسألة مع الاختصار الشديد لها، وإلا فالمسألة تحتاج إلى مزيد شرح وتفصيل وتأصيل، لكن التفصيل غير مجدي لأنه يحتاج إلى الكلام معه لمسائل جديدة على الطلاب.

آمل أن يكون ما ذكر فيه كفاية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 02:36 م]ـ

الحمد لله وحده ...

جزى الله الشيخ خيرا، والمقالة تنتقد في مواضع ليست قليلة في فهم المسألة، وحكاية مذهب المتكلمين وأهل السنة سواء.

وقد سبق الكلام على المسألة كثيرًا.

ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 02 - 10, 08:58 م]ـ

الحمد لله وحده ...

جزى الله الشيخ خيرا، والمقالة تنتقد في مواضع ليست قليلة في فهم المسألة، وحكاية مذهب المتكلمين وأهل السنة سواء.

وقد سبق الكلام على المسألة كثيرًا.

لو توضح المواضع التي تنتقد، بارك الله فيك

الأستاذ كاتب المقال دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود لذلك لم أشك في كلامه أبدا، بل كلامه واضح بالنسبة لي و البعض يشرح المسألة بتوسع فيزيدها صعوبة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير