تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الآية الثانية فإن الحديث فيها عن النفاذ من أقطار السموات والأرض، ولا شك أن هذا هو ميدان الجن لتنقلهم وسرعة حركتهم الطيفية وبلوغهم أن يتخذوا مقاعد في في السماء للاستماع، كما قال تعالى على لسانهم: " وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " الجن 9

وهذا المثال يوضح كل القواعد التي ذكرناها.

4 - اللمحة الرابعة

قاعدة اعتبار السياق الموسع.

الأستاذ الفاضل لا يكتفي بملاحظة السياق القريب بل يمد نظره إلى السورة كلها أو على الاقل إلى قسم كبير منها .. فهو يستعرض أحيانا جل مضامين السورة ومقاصدها ليفسر سر اختيارهذه الكلمة دون تلك ... ثم عند الموازاة يشير إلى مضامين السورة الأخرى ويقارن بين المضمونين وليس الهدف إلا الكشف عن لمسة بيانية في تعبير مفرد.

مثاله تعليله لتقدم الجار والمجرور وتأخره في (مواخر فيه) و (فيه مواخر):

قّدم المواخر على الجار والمجرور في النحل وقدم (فيه) على مواخر في فاطر. وذلك أنه تقدم الكلام في النحل على وسائط النقل فذكر الأنعام وأنها تحمل الأثقال وذكر الخيل والبغال والحمير نركبها وزينة ثم ذكر الفلك وهي واسطة نقل أيضاً فقال (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) النحل) قدّم المواخر لأنه من صفات الفلك وهذا التقديم مناسب في سياق وسائط النقل. وليس السياق كذلك في سورة فاطر وإنما قال الله تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر) ثم قال (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)) فالكلام هنا على البحر وأنواعه وما أودع الله فيه من نعم. فلما كان الكلام على البحر قدم ضمير البحر على المواخر فقال (وترى الفلك فيه مواخر). فانظر كيف أنه لما كان الكلام على وسائط النقل والفلك قدم حالة الفلك ولما كان الكلام على البحر ذكر ما يتعلق به.

هذه لمحات ذكرتها على عجل ... ولم يكن الغرض هو تشريح منهج الأستاذ فاضل السامرائي ... فهي لمحات فقط على وزان لمسات.

ـ[سعيد يوسف الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:03 م]ـ

يا أبا عبد المعز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليتك أخي الفاضل تكمل الموضوع، وهذا طلباً لا أمراً.

ولمحاتك هذه تستحق الرفع رفع الله قدرك في الدارين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير