القول الأول: أنه لا يشهد للمعين إلا لمن شهدت له النصوص، فمن شهد له بالجنة فإنه يشهد له بالجنة، مثل العشرة المبشرين بالجنة نشهد لهم بالجنة، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، يُشهد لهم بالجنة، ابن عمر، عكاشة بن محصن، عبد الله بن سلام، وغيرهم، والعشرة المبشرين بالجنة.
هذا هو الصواب وهذا هو الراجح، أنه لا يشهد للمعين بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص كالعشرة المبشرين بالجنة، وكذلك أهل بدر بالعموم، لا يدخل النار أحد، وأهل بيعة الشجرة، لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، أهل بيعة الرضوان، كذلك شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا أهل بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال لعمر: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
القول الثاني: أنه لا يشهد إلا للأنبياء فقط، لا يشهد إلا للأنبياء.
القول الثالث: أنه يشهد لمن شهدت له النصوص، ولمن شهد له اثنان عدلان، لمن شهد له عدلان، شخصان عدلان إذا شهدا له بالجنة يشهد له بالجنة، ومن ذلك أن أبا ثور كان يشهد للإمام أحمد بالجنة.
دليل هذا القول ما ثبت في الحديث الصحيح: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان جالسا فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر: يا رسول الله ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.
الدليل الثاني: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار، قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: بالثناء الحسن، والثناء السيئ بالثناء الحسن، والثناء السيئ، قالوا: هذا دليل على أنه يشهد بالجنة لمن شهد له أهل الخير وأهل العدل دون الفساق، الفساق ما لهم، الفساق وأهل التفريط ما لهم، لكن من شهد له أهل الخير أهل الصلاح والتقى، شهدوا له بالخير، هذا دليل على أنه من أهل الجنة.
والصواب: القول الأول: إنه لا يشهد بالجنة إلا لمن شهد له النصوص، للأنبياء، ولمن شهد له النصوص، النبي، الأنبياء في الجنة، وكذلك من شهد له النصوص، مثل العشرة المبشرين بالجنة، لا يشهد إلا لمن شهدت له النصوص هذا هو الصواب في المسألة؛ لأنه لو كان يشهد لكل شخص، معناه لم يكن هناك ميزة للمبشرين بالجنة، كل واحد يشهد له اثنان بالجنة وصار مثل المبشرين بالجنة.
وأما الحديث أجيب عنه، أجاب عنه بعض العلماء، قال بعضهم: إنه خاص بالصحابة، بهؤلاء الذين زكاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدلهم، يعني هذا في مسائل خاصة، فالصواب أنه لا يشهد بالجنة والنار إلا لمن شهدت له النصوص، لا يشهد بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص.
والنار كذلك، من شهد له النصوص كأبي لهب وأبي جهل نشهد له بالنار، وأما عداهم فإذا علمنا أنه إذا مات على الكفر ولم يكن له شبهة قامت عليه الحجة، علمنا أنه مات على الكفر هذا نشهد له بالكفر ونشهد عليه بالنار، إذا علمت خاتمته وليس له شبهة، مثل شخص حضرته الوفاة وهو يفعل الشرك، ونهيته عن الشرك، فقال: لا، أريد الشرك، ومات على ذلك، وتعلم هذا وبلغته الحجة، هذا يشهد له بالكفر ويشهد له بالنار، من شهد بالكفر شهد له بالنار فالنار مثوى الكافرين، نعوذ بالله.
http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book100&f=13osool00026.htm&pid=1
كلام الشيخ عبد العزيز الرجحي في شرحه لكتاب اصول السنة للإمام احمد رحمه الله
وحفظ الله الشيخ عبد العزيز الراجحي ومن الله عليه بصحة والعافية
سعيد الأسمري ابو لينا
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[07 - 03 - 10, 09:04 م]ـ
اليكم هذا النقل الذي يثري الموضوع.
قال الشيخ علي بن خضير الخضير حفظه الله في كتابه الزناد شرح لمعة الإعتقاد ما نصه:
مسألة: بقية الصحابة الذين لم يُشهد لهم بالجنة، فهل يُشهد لهم؟
الصحيح أن الصحابة كلهم يُشهد لهم بالجنة ويدل على ذلك أدلة:
1 - قوله تعالى: {لقد تاب اللَّه على النَّبِيّ والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} (). وهذه في المهاجرين والأنصار.
¥