أما حديث عثمان بن مظعون فهو معارض بالادلة التي ذكرها الشيخ الخضير في استدلاله و بحديث أنتم شهداء الله في الأرض و حديث وفاة عثمان بن مظعون متقدم -لوفاته سنة 2 هجرياً كما ذُكر في أسد الغابة-فيظهر أنه كان قبل آية "لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى " التي نزلت بعد الحديبية فيكون ذلك قبل أن يوحى إلى النبي صلى الله عليه و سلم بأن جميع الصحابة من اهل الجنة و يشهد لهذا حديث"وعن الأسود بن سريع قال: لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه، فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون".رواه الطبراني و قال في مجمع االزوائد رجاله ثقات.
و أخي الكريم أبي نصر المازري لا تعني التزكية العصمة بل قد تقع من الصحابي الكبيرة ولكن إما ان يتوب عنها كما في قصة ماعز رضي الله عنه أوتغفر في بحر حسناته هذا إن لم يكن متأولا فيها أصلا وإلا فقد صدرت الذنوب من أكابر الصحابة بل و ذهب بعض اهل العلم إلى وقوع بعض الأنبياء في الصغائر.
ولنعلم ان المسألة هي اصطفاء من الله عز وجل لخير هذه الأمة يدل لذلك:
1 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار أصحابى على الثقلين سوى النبيين و المرسلين ". رواه البزار وقال ابن حجر في الإصابة رجاله موثقون.
2 - قوله صلى الله عليه وسلم "أكرموا اصحابى فإنهم خياركم ".رواه عبد الرزاق وعبد بن حميد و صححه ابن حجر
3 - - قال ابن مسعود وله حكم المرفوع: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآوه سيئاً فهو عند الله سيء". رواه احمد في المسند.
اما مسالة هل مجرد رؤية النبي صلى الله عليه و سلم مرة توجب التزكية فلما لا و قد ثبت أن رؤية الصحابي توجب البركة لصاحبها بل وللامة كلها.
روى الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم: فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم"
قال صلى الله عليه وسلم "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآنى وصحبنى والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآنى وصحبنى". رواه الطبراني و قال ابن حجر اسناده حسن.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 08:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا و خاصة الأخ الليث السكندري.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:21 م]ـ
الاثار التي نقلها الاخوة بارك الله فيهم كلها محمولة عندي علي التزكية في العبادة والشهادة لهم بالبلاء الحسن وحسن الايمان، وليس فيها ما يدل على التعديل او التفويض بالتبليغ
لاننا ان شددنا في الامام مالك كثلا وهو من عرفتم فيجب ان نشدد في الاصحاب الذين ليس لهم كبير صحبة وماذا الا لامور منها
- النسيان والسهو يطرا على الجميع
-غلبة النفس و الهوى ايضا
-جواز عدم الاهتمام بالمتاخر من التشريع لعدم الاهتمام بهذا الامر
-حث النبي على الاخذ بسنة الخلفاء و بعض الاصحاب الذين عرفوا بالعلم وكثرة الصحبة
هذه وغيرها تجعلني لا اقول بان الصحابي هو من كان له كبير صحبة او قرينة دالة على لم ينفرد بالحديث اذا كان مممن قصرت صحبته
و رما نكمل بعد اجابة الاخوة الكرام وفقهم الله
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:12 ص]ـ
¥