-أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، والترمذي في سننه وصححه، والنسائي في سننه، وأحمد في المسند عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: {ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك}
قوله (قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم)
وقع في رواية الكشميهني " لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر. وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة. وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين. ويدل قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة. ورجح بقوله في حديث أبي هريرة " فأقول بعدا لهم وسحقا " ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه. وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث أبي هريرة. وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر. وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة. وقال الداودي: لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك. وقال النووي، قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه. قال عياض وغيره: وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم. وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم. والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله " أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده. وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر. وقال البيضاوي ليس قوله " مرتدين " نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة انتهى. وقد أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر حديثا فقال " يا أيها الناس إني فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر: أنا فلان ابن فلان فأقول أما النسب فقد عرفته ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم " ولأحمد والبزار نحوه من حديث جابر وسأذكر في آخر " باب صفة النار " ما يحتاج إلى شرحه من ألفاظ الأحاديث التي أشرت إليها إن شاء الله تعالى.
فتح الباري
ـ[أم محمد]ــــــــ[11 - 03 - 10, 02:54 ص]ـ
قوله (قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم)
فتح الباري
نقل موفق أخي، بارك الله فيك. إنَّما إيرادي للحديث النبوي الشريف إجابة على السؤال أعلاه وقد أسهب الإخوة مشكورين في التفصيل عن معنى - صحابي - ويدخل فيها كما تفضلتم عصاة المؤمنين والمنافقون.
أما الصحابة الدين أخبرهم رسولنا صلى الله عليه وسلَّم بمقامهم في الجنة فلا يجوز لأحد أن يقول غير ما قال نبينا صلى الله عليه وسلَّم.
جزاكم الله خيرا على التوضيح.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 12:47 ص]ـ
ننتظر اجابة الاخوة وفقهم الله
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:13 ص]ـ
الاثار التي نقلها الاخوة بارك الله فيهم كلها محمولة عندي علي التزكية في العبادة والشهادة لهم بالبلاء الحسن وحسن الايمان، وليس فيها ما يدل على التعديل او التفويض بالتبليغ
لاننا ان شددنا في الامام مالك كثلا وهو من عرفتم فيجب ان نشدد في الاصحاب الذين ليس لهم كبير صحبة وماذا الا لامور منها
- النسيان والسهو يطرا على الجميع
-غلبة النفس و الهوى ايضا
-جواز عدم الاهتمام بالمتاخر من التشريع لعدم الاهتمام بهذا الامر
-حث النبي على الاخذ بسنة الخلفاء و بعض الاصحاب الذين عرفوا بالعلم وكثرة الصحبة
هذه وغيرها تجعلني لا اقول بان الصحابي هو من كان له كبير صحبة او قرينة دالة على لم ينفرد بالحديث اذا كان مممن قصرت صحبته
و رما نكمل بعد اجابة الاخوة الكرام وفقهم الله
¥