تمسك به الرافضة الذين قالوا إن الصحابة كلهم ارتدوا عن الإسلام والعياذ بالله ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان أما على آل البيت فهم لم يرتدوا ولا شك أنهم في هذا كاذبون وأن الخلفاء الأربعة كلهم لم يحصل منهم ردة بإجماع المسلمين وكذلك عامة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل منهم ردة بإجماع المسلمين إلا قوم من الأعراب لما مات النبي عليه الصلاة والسلام افتتنوا وارتدوا على أدبارهم ومنعوا الزكاة حتى قاتلهم الخليفة الراشد أبو بكر صلى الله عليه وسلم تمسكوا بظاهر هذا الحديث أما أهل السنة والجماعة فقالوا إن هذا الحديث عام يراد به الخاص وما أكثر العام الذي يراد به الخاص فقوله أصحابي يعني ليسوا كلهم بل الذين ارتدوا على أدبارهم لأن هكذا قيل للرسول عليه الصلاة والسلام إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ومعلوم أن الخلفاء الراشدين وعامة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لم يرتدوا بالإجماع ولو قدر أنهم ارتدوا لم يبق لنا ثقة بالشريعة ولهذا كان الطعن في الصحابة يتضمن الطعن في شريعة الله ويتضمن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتضمن الطعن بالله رب العالمين الذين يطعنون في الصحابة تضمن طعنهم أربعة محاذير ومنكرات عظيمة والعياذ بالله الطعن في الصحابة والطعن في الشريعة والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في رب العالمين تبارك وتعالى لكنهم قوم لا يفقهون {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أما كونه طعنا في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كانوا مرتدين والشريعة جاءت من طريقهم فإنها لا تقبل لأن الكافر لا يقبل خبره بل الفاسق أيضا كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} وأما كونه طعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال إذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المثابة من الكفر والفسوق فهو طعن بالرسول صلى الله عليه وسلم لأن القرين على دين قرينه وكل إنسان يعاب بقرينه إذا كان قرينه سيئا يقال فلان ليس فيه خير لأن قرناءه فلان وفلان وفلان من أهل الشر فالطعن في الأصحاب طعن بالمصاحب وأما كونه طعنا بالله رب العالمين فظاهر جدا أن يجعل أفضل الرسالات وأهمها وأحسنها على يد هذا الرجل الذي هؤلاء أصحابه وأيضا أن يجعل أصحاب هذا النبي الذي هو أفضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه مثل هؤلاء الأصحاب الذين زعمت الرافضة أنهم ارتدوا على أدبارهم ولهذا نعتقد أن هذه فرية عظيمة على الصحابة رضي الله عنهم وعدوان على الله ورسوله وشريعة الله ولا شك أننا نكن الحب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولآل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين ونرى أن لإله حقين حق الإيمان وحق قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} يعني إلا أن تودوا قرابتي على أحد التفاسير والتفسير الآخر لقوله تعالى {إلا المودة في القربى} أي إلا أن تودوني لقرابتي منكم وعلى كل حال فهذا الحديث ليس فيه مطمع للرافضة في القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصدق إلا على من ارتدوا أما من بقوا على الإسلام وأجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم فإنهم لا يدخلون في هذا الحديث ويقال إن الذي خصص هذا الحديث إجماع المسلمون على أن الصحابة لم يرتدوا وإنما ارتدت طائفة قاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورجع أكثرهم إلى الإسلام انتهى.
والله تعالى أعلم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:53 ص]ـ
مذهب ابن حزم الظاهري
ـ[المشتاقة للطاعه]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:46 م]ـ
بارك الله في الجميع
سؤال مثري
استفدنا من خلال اجابة الإخوة عليه
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:00 ص]ـ
هناك أدلة نقلية وعقلية على عدالة الصحابة كأن نقول مثلا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة في حجة الوداع:
"ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب"، فيأتيك الواحد من هؤلاء وتقول له من أين نعرف عدالتك؟
غير أن الأظهر في هذه المسألة هو الاستدلال بالإجماع.
فمعلوم أن الصحابة سألوا عن الإسناد بعد ظهور البدع والحوادث.
وهذا كما قال ابن عباس رضي الله عنه وابن سيرين رحمه الله.
وكان بعض الصحابة يقول ما كنا نكذب وما ندري ما الكذب أو كما قال رضي الله عنه.
ولهذا فقد خلص الصحابة بالإجماع من الحاجة للتعديل، فكلهم مأمون في الحديث.
وقد نقل الإجماع الخطيب رحمه الله في الكفاية.
وعلى هذا العمل على الإطلاق لا أعرف له مخالفا من أهل العلم.
وأبو زرعة الرازي رحمه الله كان غاية في معرفة الحديث وأصوله وكان علما في السنة قامعا للبدعة، وكلامه فيمن تكلم في واحد من الصحابة معروف لا يخفى على أحد فقال رحمه الله:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
لا نقول في أحد بالعصمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع في الصحابة.
وكنت أحسب أن حديث الحوض حجة الرافضة فقط في حشد من الأحاديث التي يحملونها ما لا تحتمل للطعن في الصحابة.
¥