[ماذا تفهم من هذه الاية؟]
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:05 م]ـ
قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و ان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله مالا تعلمون)
هل يمكن القول بان القول على الله بغير علم اكبر من الشرك؟
ام ان الترتيب في الاية لاعبرة به؟
ـ[توبة]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:24 م]ـ
قال- العلامة- ابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين): "وقد حرم اللّه القول عليه بغير علم في الفتيا، والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، قال تعالي (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الفَوَاحِشَ ما ظهر مِنْهَا وما بطن ... ) الآية، فرتب المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها، وهو: الفواحش، وثنى بما هو أشد تحريما منه وهو: الإثم، والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم تحريماَ منهما وهو: الشرك به (سبحانه) ثم ربع بما هو أعظم تحريماً من ذلك كله وهو: القول عليه بلا علم وهذا يعم القول عليه (سبحانه) بلا علم في أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وفي دينه، وشرعه ".
http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/3/tauhid/31.htm#_ftnref3 (http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/3/tauhid/31.htm#_ftnref3)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ينبغي أن يعلم أن القول على الله بلا علم أوسع مما يظنه البعض أن يفتي في مسائل الأحكام بلا علم فهو يشمل القول على الله في ذاته وأسمائه وصفاته وشرعه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله _ كما ذكرت الأخت _ وجه ذلك وبينه في موضع آخر فقال: (فإن المحرمات نوعان محرم لذاته لا يباح بحال ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت قال الله تعالى في المحرم لذاته: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {والإثم والبغي بغير الحق} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به وتغيير دينه وتبديله ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثما وهو أصل الشرك والكفر ووعليه أسست البدع والضلالات فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب الآية فكيف بمن نسب إلى أوصافه سبحانه وتعالى ما لم يصف به نفسه أو نفى عنه منها ما وصف به نفسه.
قال بعض السلف: ليحذر أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم الله كذا فيقول الله كذبت لم أحل هذا ولم أحرم هذا: يعني التحليل والتحريم بالرأي المجرد بلا برهان من الله ورسوله.
وأصل الشرك والكفر هو القول على الله بلا علم فإن المشرك يزعم أن من اتخذه معبودا من دون الله يقر به إلى الله ويشفع له عنده ويقضى حاجته بواسطته كما تكون الوسائط عند الملوك فكل مشرك قائل على الله بلا علم دون العكس إذ القول على الله بلا علم قد يتضمن التعطيل والإبتداع في دين الله فهو أعم من الشرك والشرك فرد من أفراده.
ولهذا كان الكذب على رسول الله موجبا لدخول النار واتخاذ منزلة منها مبوءا وهو المنزل اللازم لا يفارقه صاحبه لأنه متضمن للقول على الله بلا علم كصريح الكذب عليه لأن ما انضاف إلى الرسول فهو مضاف إلى المرسل والقول على الله بلا علم صريح افتراء الكذب عليه ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ... ) مدارج السالكين (1/ 372)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
وجازاكم بالمثل.