((يا أمةَ الإسلام لا يطلبنا الله بأعظم حقوقه علينا فنهلِك)) ... {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به} ... بقلم الشيخ حسان شعبان الجزائري
ـ[سمير زمال]ــــــــ[19 - 03 - 10, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((يا أمّةَ الإسلام لا يطلبُنا الله بأعظم حقوقه علينا فنهلِك))
... إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به ...
الحلقة الأولى
(عبدَ الله اِرْبأْ بنفسكَ، أمةَ الله انجُ بنفسكِ، احذروا يا عباد الله لا يطلبنا الله بأعظم حقوقه علينا فَنَهْلِك)
الحمد لله الذي ليس في الوجود إلهٌ غيره فيُدْعَى، وليس في الكون ربٌّ غيره فيُرْجَى،
والصلاة والسلام على حامي جناب التوحيد، المبعوث بفك الرِّقِّ عن العبيد للعبيد،
وإخلاص العبودية لربّ العبيد، وعلى آله وأصحابه حماة العقيدة والتوحيد وبعد ... :
فهذه كلمات سطّرتها، وعبارات دبّجتها، قصدت بها الذبَّ عن الحق الأعظم لربّ الأرباب،
ومجري السحاب، خالق خلقه من تراب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
حين قال لمعاذ رضي الله عنه: ((هل تدري ما حق الله على عباده؟)) قال: قلت: الله ورسوله أعلم،
قال: ((حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)) متفق عليه.
ومحافظةً على عقيدة العباد من أن تلتبس بأدران الشرك والإلحاد،
وقد جعلتها على شكل حوار بين الشيخ وتلميذه، والطالب وأستاذه، على طريقة السؤال والجواب،
لتكون أقربَ إلى الفهم، وأوقعَ في النفس، كما قرر ذلك أهل العلم رحمهم الله أخذاً من حديث جبريل عليه السلام.
واللهَ أسأل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب،
وإذا سئل به أعطى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفع بها من شاء من عباده المؤمنين،
والحمد لله ربّ العالمين (1)
وكتب:
أبو وائل حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان
الجزائر في 27 من رمضان 1430 هـ
ماجستير في قسم الحديث بجامعة ام القرى بمكة المكرمة - حرسها الله -
? الطالب: ما هو الشرك يا شيخ؟
? الشيخ: الشرك يا بنيّ أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك.
? الطالب: ما معنى ذلك يا شيخ؟
? الشيخ: معنى ذلك: أن يصرف العبد شيئا من خصائص الرب سبحانه لغيره،
مع أن الله هو الذي تفرد بخلقه وحده سبحانه، لم يَشْرَكه في ذلك أحد،
ومن خصائص الربّ سبحانه إفراده جلّ وعلا بالعبادة، وهو اعتداء على حق الله الخالص.
? الطالب: وضّح لي أكثر يا أستاذ؟
? الشيخ: يا بني: أليس اللهُ جلّ وعلا هو الواحد الأحد الفرد الصمد،
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الذي تفرّد بالخلق، والرزق، والملك، والتدبير،
والإحياء، والإماتة، والنفع، والضّر، والخفض، والرفع، وعلم الغيب والشهادة؟
فمن اعتقد النفع والضر وتدبير شؤون الخلق والكون في غير الربّ سبحانه فقد أشرك بالله غيره،
ولم تنفعه لا إله إلا الله، وكذا من اعتقد ذلك في الله سبحانه
ثم لجأ بعد ذلك إلى غيره يسأله الرزق والأولاد والشفاء وتفريج الكربات وقضاء الحاجات،
فقد أشرك بالله عزّ وجلّ حينما صرف العبادة لغيره، فخلع بذلك ربقة الإسلام من عنقه،
وكذا من اعتقد في غير الله سبحانه من حيّ أو ميّت علم الغيب وعلم ما في الصدور،
أو السماع أو الرؤية من بعيد على الوجه الذي لا يكون ثابتا مثله إلا لله الواحد الأحد،
فقد صرف لغير الله ما يختص به سبحانه.
? الطالب: يا شيخ هل من الممكن أن تذكر لي بعض الأدلة على كلامك هذا من كلام الله سبحانه؟
? الشيخ: أجل يا بنيّ، كلام الله مليء بذلك، قال سبحانه:
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} (يونس: 31)، وقال جلّ في علاه:
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِله قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِله قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (المؤمنون86: 89)،
وقال لا إله غيره ولا ربّ سواه: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}
¥