تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اجتمعوا وصاروا إخوةً متحابين، وصاروا أمةً واحده، وصار سلمان الفارسي،وبلال الحبشي،وصهيب الرومي، وغيرهم من سادات المسلمين، صاروا إخوة لبني هاشم، أشرف العرب،صاروا إخوة مُتحابين، مُتلاحمين بكلمة التوحيد، التي وَحَدْتِهم والذي أيدك بنصره وبالمؤمنين، ما اجتمعوا إلا بالإيمان، أيدك بنصره، وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم،"لَوْأَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَبَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "

ألّف بينهم بأي شيء؟

بالعقيدة الصحيحة، توحيد لا إله إلا الله، هذا الذي ألّف الله بهِ بينهم، ولا يؤلّف المسلمين اليوم، ويردهم إلى وحدتهم،وقوتهم، إلا ما ألف بين السابقين, ولهذا قالالإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح أخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أوله " فإذا كانوايُريدون جمع الأمة،والتآخي، والتعاون، فعليهم بإصلاح العقيدة، وبدون إصلاح العقيدة لايمكن جمع الأمة، لأنه جمع بين المتضادات، ولو حاول من حاول، لو عُقَدت المؤتمرات والندوات هذا لا يمكن إلا بإصلاح العقيدة، عقيدة التوحيد

يقول: الشاعر

إذا ما الجُرحُ رُمَّ على فسادٍ

تبين فيه إهمال الطبيبِ

الجُرح لابد يُعالج، ويُنقٌى، ويٌطهر، وُيرم على دواء نافع، أما إذا رُمٌى علىفسادٍ، فذلك إهمال من الطبيب، كذلك الذي يريد أن يجمع الأمة، ويُلمها على غير التوحيد، والعقيدة الصحيحة،هذا مُهمل.

فبطلت بذلك مقولة، أن العقيدة تنفر الناس، والدعوة إلى التوحيد يُنفر الناس، ادعوهم إلى الاجتماع، ادعوهم إلى الوقوف ضد العدو، العدو يفرح بمثل هذا الكلام، لأنه يعرف لا جدوى له.

ومن أعظم مظاهر ضعف العقيدة، التقليلُ من شأنها، لأن فيه من يقلل من شأن التوحيد، ومن شأن العقيدة، ويدعوا إلى الالتفاف تحت مسمى الإسلام، ومظلّة الإسلام العامة،مع أنه لا يكون إسلام إلا بالعقيدة الصحيحة، التي هي رأسه، وأُسُسُه، ولا يكون إسلام وإن سَمْوُه إسلام، فليس هو الإسلام.

2/كذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، عدم اهتمام كثيرٍ من الدعاة بها،دعاة يدعون إلى الإسلام، لكن أي إسلام يدعون إليه؟!

لا يدعون إلى العقيدة، قد يكون يدعون إلى الصلاة، إلى الصدق، إلى الأمانة،إلى الأعمال الطيبة، لكن العقيدة لا تأتي لهم على بال، فكيف يكونوا دعاةً بهذه الصفة؟!

هؤلاء ليس دعاة إلى الإسلام، بالمعنى الصحيح، الدعاة إلى الإسلام يهتمون بأساس الإسلام، ومنبع الإسلام، وقوة الإسلام، وهي العقيدة، فلذلك لا تجد للدعوة إلى التوحيد، في مناهجهم، لا تجد لذلك ذكراً، ولااهتماماً، فهذا من مظاهر الضعف، بل ربما أن أغلبهم لا يعرفون التوحيد، بالمعرفةالصحيحة، لأنهم لم يدرسوه، ولم يتعلموه، وهم يدعون إلى الإسلام، كيف يدعون إلى الإسلام، وهم لا يعرفون أساسه، ويعرفون أصله؟! فيجب على الدعاة وفقهم الله، أن يتعلمواالعقيدة أولا، ًويهتموا بها، ويفهموها، وينظروا في واقع الناس اليوم، وما وقع من الخلل في العقيدة، ثم يقومون بإصلاحه قبل كل شيء، هذا هو الإصلاح الصحيح، والمنهج السليم، للدعوة إلى الإسلام، و إلا فإن الدعاة إلى الإسلام، والجماعات، وجمعيات،وجهود،ومراكز، لكن أين الأثر؟

والشرك يعُج في الأمة الإسلامية، والأضرحة في كل مكان، إلا ما شاء الله،وعبادة غير الله، تُعلن جهاراً، نهاراً، بالاستغاثة بالأموات، والذبح للأموات، وربما للجن، والشياطين، والدعاة ساكتون!!

يدعون إلى أي شيء إذن؟

ولذلك لم تُثمر دعوتهم، بينما لو قام عالم واحد محقق، ودعا إلى التوحيد، نفع الله بهالأمة، وهوَ ما عنده أعوان، ولا عنده أموال، ولا عنده ...... الخ

لكن يدعوا إلى التوحيد، وإلى العقيدة السليمة، ويدعوا إلى الله على بصيرة، كما قال الله عزٌ وجل: لنبيه صلى الله عليهوسلم "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِعَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير