العقيدة فارقة بين الحق والباطل،بين الشرك والتوحيد، بين الكفر والإيمان، وإلا إذا ضعُفت العقيدة، وضعُفت مداركها في الناس، حصل الضلال والفساد الكبير في الأرض، بسبب ترك العقيدة، المسلم يتميز بعقيدته، وتوحيده، ولكن مع هذا يكون عنده حكمة، ويكون عنده فقهُ ُ في دين الله، ويكون عنده رغبة في هداية الناس، ودعوتهم إلى الله بالحكمة، والموعظة،الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ليس الغرض من تعلُمنا للعقيدة والتمسك بها أننا نُصبح وحشاً كاسراً، كما يتصورنا الأعداء، وأننا نكفر الناس، وأننا .... الخ.
لكن مهمتنا أننا نحمل العقيدة، حملاً صحيحاً، ونبينها للناس، ونوضحها للناس، بالحكمة، والموعظة الحسنة،والجدال بالتي هي أحسن، نحنُ لا نريد الشر للبشرية، نريد الخير للبشرية، نريد لهم الخير، نريد لهم الإيمان، نريد لهم التوحيد، ونريد لهم النجاة من النار، هذا الذي نريده للبشرية، النصح لعباد الله، لا كما يتصورن أننا نَنْغَلَقْ، وأننا نُبْغِض البشرية، وأننا, و أننا، نحنُ لا نُبْغِضُ إلا من يُبْغِضَهُ الله، ورسوله، نُوالي في الله، ونُعادي في الله، ولكن نبذل جُهدنا، وعلمنا، وإمكانياتنا، في إخراج الناس من الظلماتِ إلى النور، فنحنُ أنفع للبشرية من الذين يُداهنون في دين الله، ويساومون علىدين الله، ويريدون بذلك كما يقولون، يريدون التآخي، لبني الإنسان، والإنسانية ......... والخ
الإنسانية الصحيحة هي في عبادة الله سبحانه، هي في اِتباع أوامر الله، هي في ترك ما نهى الله عنه، ليست الإنسانية بالبهيمية والشهوانية، ليست البهيمية بالشرك بالله عزٌ وجل، ليست الإنسانية بالشرك بالله تعالى،ليست الإنسانية بالبدع، والمحدثات، الإنسانية الصحيحة هي عبادة الله وحده لا شريك له، كما شرع الله لنا على لسان نبينامحمدٍ صلى الله عليه وسلم، هذه هي البشرية الصحيحة، أما ما عداها فهو البهيمية، ماعداها هو الجاهلية، وإن كانوا يسمونه بالتقدم، والرقي، والحضارة،الحضارة، والرقي، والتقدم، في الإسلام، في دين الإسلام، الذي هو دين الله جٌل وعلا، الذي هو دين الأنبياءعليهم الصلاة والسلام، هذا هو الذي فيه الرقي، والحضارة،والتقدم، والخير للبشرية، اللهجلٌ وعلا خلق الخلق لعباداته، ما خلقهم ليعبدوا فلانً، وفلانة، وما يهوون، خلقهملعباداته، وتكفل لهم بالأرزاق، والهداية، قال تعالى:"وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون*ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون*أن الله هو الرزاق ذو القوةِالمتين"وهو لا تنفعه عبادة العابد، أو طاعةالمُطيع،
ولا تضره معصية العاصي، وشرك المشرك، و أنما هذا يرجع إلى العباد، فالله أمرهمبعباداته، لمصلحتهم هم، وإلا فإن الله غني عنهم.
*إن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْفِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ *
ولكنه يأمره بعبادته، وطاعته، لمصلحتهم، لصلتهم بالله عزٌوجل، ليرزقهم،ويعافيهم،ليهديهم، ليدخلهم الجنة، والله يدعوا إلى دار السلام، يدعوكم ليغفر لكم، من ذنوبكم،"أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِوَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِبِإِذْنِهِ"
فهو حينما أمر الخلق لعباداته، إنما أمرهم لمصلحتهم هم، أما لو كفروا جميعاً، فإنهم لن يضروا الله عزٌ جل، ولو صلحوا جميعاً، لنينفعوا الله عزٌ وجل، فهو النافع، الضار، الغني، الكريم سبحانه وتعالى، فكيف نزهد بعقيدةٍ هذاشأنُها،كيف نذهب إلى غير الله،نعبد غير الله، نترك الحي الذي لا يموت،ونعبدالأموات، والرمم البالية في القبور، أين العقول؟ أين المدارك؟ ولا حول ولا قوة إلابالله.
لكن كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"هربوا من الرق الذي خُلقوا له وبُلوا برق النفسِ والشيطانِ"
فمن لم يكن عبداً لله، صار عبداًللشيطان.
قال تعالى":وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"" أَلَمْ أَعْهَدْإِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ"
كيف تعبدوا عدوكم؟ وان اعبدوني، هذا صراطُُ مستقيم، فمن ترك عبادة الله، اِبْتُلِيَ بعبادة الشيطان، وحينئذ لا يدري أين يذهب؟ ولاأين يصير؟؟
من يُشرك بالله"فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيق"
¥