تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا مآل الشرك بالله عز ٌوجل، فنحنُ إذا نظرنا إلى المجتمعات البشرية، قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظرنا إلى اجتماع المسلمين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، عرفنا الفرق بين الكفر، والأيمان، وبين الشرك، والتوحيد، فهذه مظاهر سببت ضعف العقيدة في وقتنا، أو اِنعدامها في بعض البلدان، ولاحول ولا قوة إلا بالله

فلا بد من لفتة صادقه من المسلمين، نحو عقيدتهم، في تعليمها، وتعلمها، في الدعوةِ إليها، في المحافظة عليها،

ولا تحفظ هذه العقيدة إلا بأمرين:

الأمرالأول:العلم بالعقيدة الصحيحة، وهذا لا يحصل إلا بالتعلم، والدعوة، وكذلك السلطة التي تحمي هذه العقيدة، فإذا توفر العلم، والسلطة فإن العقيدةَ تكون في عز، ٍ وأمانٍ، وحماية، أما إذْا لم يكن هناك علم، أو كان هناك علم، وليس هنا كسلطة، فإن العقيدة تضعُف، فلا بد لِعز العقيدة، ولابد من أمرين:العلم النافع، والسلطةالتي تحمي هذه العقيدة من عبث العابثين، ولهذا لما قام شيخُ الإسلام الإمام محمد ابن عبد الوهاب –رحمه الله- في هذه البلاد، بالدعوة إلى التوحيد، وانضم إليه الإمام محمدابن سعود، بالجهاد في سبيل الله، وحماية الدعوة، أثمرت هذه الدعوة، مما تعيشون الآن في ظله، ونسأل الله، أن يستمر وأن يبقى، وأن ينتشر في البلاد الأخرى، ما قام إلا علىأمرين: على العلم، وعلى والسلطة التي تحمي هذه الدعوة، وهذا التوحيد، فلابد من الأمرين، وهذا مما تقوم بهِ العقيدة، ومما يُعالج بهِ ضعف العقيدة، تضافُر العلم مع السلطة، العلم الذي يُوضح الحق من الباطل، والسلطة التي تنفذ الحق،وتقمع الباطل، ونسأل الله سبحانه وتعالى، أن يُعيد لهذه العقيدة عزتها، ومكانتها، وأن يثبتها في قلوبنا، وفيبلادنا، وأن ينشرها في بلاد المسلمين، ولكن هذا لا يحصل بالتمني، و أنما يُحصل بالعمل، أولاً: الاهتمام بالعقيدة تعلماً، وتعليماً، من المصادر الصحيحة، والكتب الصافيةالمفيدة، وهي موجودة، ومتوفرة، ولله الحمد لكنها في الرفوف، وماذا تغني إذا كانت في الرفوف بدون أن يُنتفع بها، ويُشرح ما فيها، للناس ويوضح.

ثانياً: الدعوة إلى هذه العقيدة، وتبصير الناس، وتعليم الناس هذه العقيدة، أما مجرد أنك تعرف التوحيد، وتعرف العقيدة الصحيحة، وتسكت، فوجودك كعدمه، فلابد لمن منٌ الله عليه، بمعرفة هذه العقيدة، أن يقوم بالواجب، بالتعليم، بالدعوة إلى الله، بنشر العلم،بنشر الخير.

ثالثاً: لما كانت التعليم في وقتنا في الغالب تعليماً نظامياً، فلابد أن يُجعل للعقيدة الصدارة في مناهج التعليم، ولابد أن يُختار لها المدرسون الأكفياء، الناصحون، لابُد وإلا منهج، وكتاب، بدون مدرس، لا يُجدي شيئاً لابد أن نطرح الأفكار التي تُضاد هذه العقيدة، وهي تُروج الآن مع الأسف،تُروج الأفكار المضادة لهذه العقيدة، لابد أن نفضحها، لابد أن نطرحها، لابد أن نحذر منها، إذا كُنا نريد أن تبقى هذه العقيدة، وإلا إن لم نقم بهذا، فإن الله جلٌوعلا يقول:"وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لايَكُونُواأَمْثَالَكُمْ"

نخشى أن تُسلب هذه النعمة من هذه البلاد، والله لا يُضيع دينه، يُقيض له من يقوم بهِ غيرنا، لك، نُحن الذين نضِيع، وإلا فإن الدين والعقيدة لا تضيع بإذن الله، بل يُهيئ الله لها من يقوم بها،"وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ""يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويُحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومةَ لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم"فإذا لم نتبه لعقيدتنا، ونتدارك ما دبٌ إليه من الضعف، ونقمع من يريدالقضاء عليها، أو التقليل من شأنها، فإنها سَتسلب، وتُعطى لغيرنا، ولا حول ولا قوة إلابالله.

نسأل الله، أن يوفقنا وإياكم جميعاً، لصالح القول، والعمل،أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، والتواصي، بالحق والتواصي بالصبر.

وصلى الله وسلم علىمحمد وعلى آله أجمعين ..

جزا الله، معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، خير الجزاء،على ما تفضل بهذهالمحاضرة القيمة، الطيبة،النافعة ..

معالي الشيخ يقول السائل:

س/هل هناك ضوابط أو قواعد للتفريق بين الشرك الأكبر والشركالأصغر؟ وجزاكم كل خير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير