ثم قال ... ) ويقال لهم لم أنكرتم أن يكون الله عز وجل عنى بقوله ** بيدي} يدين ليستا نعمتين؟ فإن قالوا لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة , قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ فإن رجعونا إلى شاهدنا وإلى ما نجده فيما بيننا من الخلق , فقالوا اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل , فكذلك لم نجد حياً من الخلق إلا جسماً لحماً ودماً فاقضوا بذلك على الله عز وجل، وإلا كنتم لقولكم تاركين ولاعتلالكم ناقضين , وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا، فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما يدين ليستا نعمتين , ولا جارحتين ولا كالأيدي؟
وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبراً حكيماً إلا إنساناً ثم أثبتم أن للدنيا مدبراً حكيماً ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد ... ).
ثم ختم الباب بمسألة (فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون قوله: ** مما عملت أيدينا} وقوله ** لما خلقت بيدي} على المجاز؟
قيل له: حكم كلام الله عز وجل أن يكون على ظاهره و حقيقته، ولا ُيخرَج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة , ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم، فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر، وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة , كذلك قول الله عز وجل ** لما خلقت بيدي} على ظاهره وحقيقته من إثبات اليدين، ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة ... بل واجب أن يكون قوله ** لما خلقت بيدي} إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين، إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين.).
========================================
* في المطبوعة بدل القوسين [كما قال] ولعل الصواب ما أثبتناه.
المصادر:
1 - رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري لأبي القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس/تحقيق د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي/ الطبعة الأولى 1404
2 - الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري / تحقيق عبد القادر الأرناؤوط / مكتبة دار البيان – دمشق /الطبعة الأولى 1401
منقول
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:26 ص]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي المكرم المقدادي على الزيادة والإفادة
ما ضر شمس الضحى والشمس ساطعة ------ أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:40 ص]ـ
لكي نفهم عقيدة الاشعري لا بد وان نفهم عقيدة الكلابية فعقيدة الكلابية يثبتون الصفات كلها الا الصفات الاختيارية التي تتعلق بالمشيئة والارادة كالنزول والكلام .... الخ وهم اي الكلابية من مثبتة الصفات عموما ولا يخالفون اهل السنة والجماعة الا في الصفات الاختيارية
اما تاويل الصفات سوى السبع فقد بدا من اما الحرمين الجويني فهو اول من اول العلو لله وتابعه الاشاعرة ونسبوا القول لابي الحسن الاشعري واولوا جميع الصفات سوى السبع ونسبوا التاويل ايضا لابي الحسن الاشعري وهذه النسبة غير صحيحة
الا ان ابا الحسن الاشعري ليس سلفيا بل هو كلابي ينكر الصفات الاختيارية مطلقا
والله اعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 02:05 ص]ـ
أرى أن نقل الأخ ليس في محله ففي النقل كلام الأشعري في الاستواء لا العلو ا لذي هو مطلق غير مقيد وهوفطري بخلاف الاستواء الذي هو خبري ومقيد بالعرش_
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 04:34 ص]ـ
أخي أبا قتادة بارك الله فيك ألم ترى كيف
جاء الاشعري بالأدلة على علو الله تعالى
فلم أفهم ماترمي إليه أخي الفاضل بارك الله فيك
بين ما أردت ـأكرمك الله
مما استدل به الرجل على العلو
وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37/ 40) كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات
ارجو أن تقرأ كلامه كاملأ يا شيخنا الفاضل
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[29 - 03 - 10, 06:39 م]ـ
عقيدة الأشعري
¥