تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الضحاك: إن ملوكا بعد عيسى عليه السلام ارتكبوا المحارم ثلاثمائة سنة، فأنكرها عليهم من كان بقي على منهاج عيسى فقتلوهم، فقال قوم بقوا بعدهم: نحن إذا نهيناهم قتلونا فليس يسعنا المقام بينهم، فاعتزلوا الناس واتخذوا الصوامع. وقال قتادة: الرهبانية التي ابتدعوها رفض النساء واتخاذ الصوامع. وفي خبر مرفوع: هي لحوقهم بالبراري والجبال. ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: ما فرضناها عليهم ولا أمرناهم بها؛ قاله ابن زيد. وقوله تعالى: إلا ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: ما أمرناهم إلا بما يرضي الله؛ قاله ابن مسلم. وقال الزجاج: ما كتبناها عليهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) معناه لم نكتب عليهم شيئا البتة. ويكون ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) بدلا من الهاء والألف في كتبناها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) والمعنى: ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله. وقيل: إلا ابتغاء الاستئناء منقطع، والتقدير: ما كتبناها عليهم لكن ابتدعوها ابتغاء رضوان الله. فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) أي: فما قاموا بها حق القيام. وهذا خصوص، لأن الذين لم يرعوها بعض القوم، وإنما تسببوا بالترهب إلى طلب الرياسة على الناس وأكل أموالهم، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) وهذا في قوم أداهم الترهب إلى طلب الرياسة في آخر الأمر. وروى سفيان الثوري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=16004) عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: ورهبانية ابتدعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) قال: كانت ملوك بعد عيسى بدلوا التوراة والإنجيل، وكان فيهم مؤمنون يقرءون التوراة والإنجيل ويدعون إلى دين الله تعالى، فقال أناس لملكهم: لو قتلت هذه الطائفة. فقال المؤمنون: نحن نكفيكم أنفسنا. فطائفة قالت: ابنوا لنا أسطوانة ارفعونا فيها، وأعطونا شيئا نرفع به طعامنا وشرابنا ولا نرد عليكم. وقالت طائفة: دعونا نهيم في الأرض ونسيح، ونشرب كما تشرب الوحوش في البرية، فإذا قدرتم علينا فاقتلونا. وطائفة قالت: ابنوا لنا دورا في الفيافي ونحفر الآبار ونحترث البقول فلا تروننا. وليس أحد من هؤلاء إلا وله حميم منهم ففعلوا، فمضى أولئك على منهاج عيسى، وخلف قوم من بعدهم ممن قد غير الكتاب فقالوا: نسيح ونتعبد كما تعبد أولئك، وهم على شركهم لا علم لهم بإيمان من تقدم من الذين اقتدوا بهم، فذلك قوله تعالى: ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) الآية.

[ص: 238] يقول: ابتدعها هؤلاء الصالحون فما رعوها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) المتأخرون حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) يعني الذين ابتدعوها أولا ورعوها وكثير منهم فاسقون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu) يعني المتأخرين، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قليل، جاءوا من الكهوف والصوامع والغيران فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم.

الثالثة: وهذه الآية دالة على أن كل محدثة بدعة، فينبغي لمن ابتدع خيرا أن يدوم عليه، ولا يعدل عنه إلى ضده فيدخل في الآية. وعن أبي أمامة الباهلي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showalam.php?ids=481)- واسمه صدي بن عجلان - قال: أحدثتم قيام رمضان ولم يكتب عليكم، إنما كتب عليكم الصيام، فدوموا على القيام إذ فعلتموه ولا تتركوه، فإن ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعا لم يكتبها الله عليهم، ابتغوا بها رضوان الله فما رعوها حق رعايتها، فعابهم الله بتركها فقال: ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu).

ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 03:39 ص]ـ

تفسير الطبري:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير